23 ديسمبر، 2024 5:07 ص

” الشيخ والغابة ” يتيمة عملاق العمود من شعرالتفعيلة   

” الشيخ والغابة ” يتيمة عملاق العمود من شعرالتفعيلة   

لا احد بمقدوره استكناه المقاصد الخفية لدوافع الجواهري في كتابة قصيدة ( الشيخ والغابة ) وهي قصيدة التفعيلة الوحيدة التي كتبها في السبعينات ليخرج قليلاً عن تجربته الرصينة في كتابة قصيدة العمود التي وضعته في مصاف عمالقة الشعر العربي ، ولعل تلك المقاصد كانت تتراوح بين رغبة الشاعر الجواهري في كتابة قصيدة تتماشى مع جيل شعراء التفعيلة ولاثبات قدرته على ذلك او للافصاح عن سهولة كتابة قصائد التفعيلة قياساً الى عموده الشعري او ان الجواهري قد ارتكب خطأ فادحاً بكتابته تلك القصيدة إذ سرعان ما ترك هذا النوع الشعري ليعود الى مجاله الابداعي الرحب في قصيدة العمود ، وبعيداً عن مختلف التأويلات فاننا ننشر هذه القصيدة اليوم نشداناً للتوثيق وللاطلاع على هذه التجربة النادرة .

قصيدة ( الشيخ والغابة ) للشاعر محمد مهدي الجواهري

ورأى الشيخ ظلال الغابة الدكناء
اشباحاً تلوح
بعضها يعصرّ بعضا
فتمنى لو يروح
ثم غامت صورْ
ردته كالهرة أسيان شجياً !
آه لو كان فتياً
آه لو ردت اليه
آه مما فات شيا
آه لو لم يعل فوديه ..
من الشيب مسوح
آه لو كان لذي قلب
مع الشيب طموح
آه لو يسطيع للارقام دفعاً
آه لو كان
لريعان الصبا يسطيع رجعا
آه لو كان ..
لقطعان الهوى في الشعب مرعى !
وتولت قدميه رجفة
ثم تلوى ..
ثم الوى ..
ثم اقعى ..!
في اي آدم يلتف بحوا
وتلتف عليه
مثل افعى
وانتفاضات شباب ..
كالرؤى
في هدأة الليل تجيشُ
آه يا شيخ
وكم تحسب ان سوف تعيش ..
آه لو مدت من الغيب
يد خلف حجاب
حاذت النصف من الخمسين
من عمر كذوبْ
كالسراب …
آه يا … شيخ
ومن يدنيك من عهد الشباب
اغلقت من دونه سودُ الليالي
الف باب !
لا تحم كاللص مذعوراً
وكالوحش بلا ظفر وناب
انت لا تسطيع ان
تقطف عنقوداً تدلى بالعريش
الف كف للشباب الحلو ..
أولى منك في ..
هذا الشراب
آه يا شيخ لو اسطعت ..
رجوعاً للشباب