لا أدري من أين أبدأ وعن أي شيء أتحدث ، عن تناقضات الخطاب الحكومي أم عن إزدواجية التعامل مع من تعتبره الحكومة من القاعدة والحاضنة لجماعات القتل والتطرف ، وعصابات داعش الإرهابية ، بدأت المعركة ضد الإرهاب واستبشرنا خيراً من حكومتنا في مواجهتها ضد التنظيمات الإرهابية رغم تأخرها الطويل في تصديها لهذه الكائنات الغريبة لكننا لم ننشغل عن دعواتنا لأبناء القوات المسلحة في دعائنا لهم بالنصر والمؤازرة لهم وهم يخوضون معركتهم ” المقدسة ” في صحراء الأنبار وأحياءها وشوارعها ، لكننا تفاجئنا مؤخراً من تصرفات الحكومة أزاء مايحصل من تقديم التنازلات لبعض الأطراف المؤثرة في محافظة الأنبار وشيوخها ولعلَّ الشاهد الأكثر والأوضح هو ” الشيخ علي حاتم سليمان ” والكل يعرف هذا الرجل المتعصب والمتشنج في خطاباته ضد الحكومة حيث أصدرت الحكومة مؤخراً أمراً بإلقاء القبض عليه ومحاسبته لما يصدر منه من كلام لايمكن السكوت عنه قانونياً ويمكن أن يصنّف كلامهُ ضمن قوانين المادة ” 4 إرهاب ” حسب مايقولهُ فقهاء القانون ، وإسوةً بقرينه النائب المعتقل ” أحمد العلواني ” لكن ماجرى ومايجري الآن هو إنتكاسة واضحة وهزيمة كبيرة ” للقائد العام للقوات المسلحة ” ورئيس الحكومة وذلك بتقديم التنازلات تلو التنازلات فـ بالأمس ذهب رئيس الوزراء الى مدينة الرمادي والتقى ببعض شيوخها وقدم لهم تنازلات عظيمة ووعدهم في تنفيذ كل مطالب مايعرف ” بالحراك الشعبي ” الذي رفع بالإكراه أثناء دخول الجيش العرقي الى مكان هذا الحراك ، ومن ثم جرت اللقاءات والإجتماعات مع الحكومة وأطراف الأنبار ومازالت مستمرة من أجل الخروج في حل ينهي هذه المعركة التي أصبحت أشبه بمعركة الفاو !!!، إنتهت هذه الإجتماعات بتنازلات أكثر وذلك ( بالعفو الخاص ) الذي أصدره دولة الرئيس للمدعو والمدان ” علي حاتم سليمان ” هنا يتسائل الكثير من الناس ويقول المراقب والمهتم بالشأن السياسي كيف يمكن لرئيس الوزراء أن يصدر عفواً لشخص قد أصدرت المحكمة بحقه إلقاء القبض !!!؟ خصوصاً أن هناك معزوفة لرئيس الوزراء دائماً يرددها وهي ” نحتكم الى الدستور ” فضلاً عن هذا في بداية الأزمة الأنبارية ومنذ أول يوم من إنطلاق الإحتجاجات نسمع من هنا وهناك أن بعض مطالب المتظاهرين هي غير دستورية ولايمكن أن تنفذ كل المطالب التي تقدم بها قادة الحراك الشعبي ، في حين يقول رئيس الوزراء لهؤلاء القادة : سوف نقوم بتنفيذ ” كل مطالبكم ” !!! ، ماهذه الإزدواجية يادولة الرئيس ؟ أين أصبحت ( الفقاعات ) أين أصبحت الشعارات ( النتنة ) ماهكذا تدار الدولة يا أبا أحمد المعطاء هل أصبحت هذه الشعارات النتنة هي عبارة عن رائحة زكية ويمكن أن تدخل في عمق الدستور العراقي بعد أن نفخت عنها الفقاعات !!! كيف تعطي لنفسك الحق و أن تتدخل في عمل سلطة القضاء وتتجاهل النصوص الدستورية التي تقول ” يجب الفصل بين السلطات “
أعتقد أنك متأزم وتحاول الخروج من المستنقع الأنباري لأي شكل كان وبأي ثمن يمكن أن تدفعه وخاب ضننا بك يادولة الرئيس وانعدمت ثقتنا بحكومتك ، فإذا كانت حساباتك هذه صحيحة فلماذا لم تسارع منذ البداية وتقضي على هذه الأزمة التي راح ضحيتها المئات من الشهداء فضلاً عن هدر الأموال التي كلفت الدولة ملايين الدولارات !!!
ماهكذا تسقى الإبل ياحكومتنا الغير رشيدة , ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم .