23 ديسمبر، 2024 8:57 ص

الشيخ سلطان البدراني رجل الهداية والاصلاح الأول في منطقة جنوب الموصل…

الشيخ سلطان البدراني رجل الهداية والاصلاح الأول في منطقة جنوب الموصل…

التقيته لأول مرة في سبعينات القرن الماضي عندما ذهبت بزيارة الى دائرة البريد في ناحية الشورة وكان مقرها داخل بناية الناحية وكان في حينها هو مسؤول على هذه الدائرة… كنت اسمع عنه عن طريق بعض الاصدقاء وعندما التقيته وجدت امامي رجل مثقف يمتلك من الامور الفقهية الكثير ولديه التزام ديني وقد شاهدت انوار الايمان تشع في وجهه وتعامله الطيب واستقباله للجميع من خلال ترحيبه بكل زواره…
كان يساعد الفقراء والمحتاجين من خلال توجيه الميسورين بذلك وتارة اخرى من جيبه الخاص…
استمرت علاقتنا الى يومنا هذا رغم انشغالي بأمور الدنيا ومشاكلها التي لا تنتهي والبعد السكني الذي تنقل بي بمراحل واماكن متعددة بين خارج العراق وداخله.. الا انني التقيته في مناسبات عامة بين الحين والاخر..
استقر في سكنه في ناحية الشورة حتى بعد احالته على التقاعد وظيفيا.. وقام ببناء تكية كونه يحمل النهج الصوفي واصبح مرشدا لها وكانت اشبه بمدرسة دينية واجبها تعليم ونشر التعاليم الاسلامية بين ابناء منطقة جنوب الموصل..
واذكر احد الاحداث التي مرت بيننا عندما اتاني ذات مرة الى مكتبي التجاري مع احد المعارف في تسعينات القرن الماضي وكان مهموم جدا وعند استفساري منه تبين ان هناك شكوى ضده في مديرية امن نينوى في حينها وان احد الاشخاص قام بكتابة ما يسمى (( تقرير حزبي )) يدعي بان السيد سلطان البدراني لديه مجموعة شباب يحملون افكار ضد الدولة فقمت بإجراء اتصال تلفوني مع احد الضباط الاصدقاء في حينها وشرحت له الموقف وقلت له ان هذا الشيخ لا يحمل ضغينة في داخله لأحد وانه لا يميل الى اي حزب أوجهه سياسية وان غايته نشر وتجديد المفاهيم الاسلامية.. ووعدني ان يعيد الجواب بعد ساعة من الزمن وفعلا اتصل بي وقال سوف نأتي انا وصديق لي لتناول الغداء في مكتبك وعندما جاءا تناولنا الغداء جميعنا على جاه الشيخ سلطان البدراني وبعد ان تعارفوا وابطلت التهمة الموجهة ضده والتي هي اصلا لاوجود لها من الصحة واعدوه بزيارة الى ناحية الشورة في مقر اقامته….
اليوم وبعد مرور عشرات السنين اصبح للشيخ سلطان البدراني ابواحمد الآلاف من الاتباع او ما يسمونهم المردة وكلمة مريد معناها الطالب الذي يتعلم على يد احد الشيوخ طريقة الاستغفار والتسابيح والتهاليل للتقرب زلفى الى الله وان تكية الشيخ الفاضل يقام فيها مجالس الذكر مرتان في كل اسبوع…
وقد توسعت هذه التكية المباركة ووصل اصدائها الى جميع مدن العراق واليوم الشيخ سلطان البدراني لديه علاقات طيبة واسعة مع كل طبقات المجتمع فتجد المسؤول والمثقف والانسان البسيط يسافرون من اماكن بعيدة لحضور مجالس الذكر المقامة في هذه التكية وفروعها التي انتشرت بعدة مناطق….
وهنا لابد ان نذكر ومن باب امانة للتاريخ ان الشيخ سلطان البدراني هو صاحب فضل كبير في تغيير النفوس المتعبة والبعيدة عن مفاهيم الدين الاسلامي واعادتها تحت راية
(( لا اله الا الله محمد رسول آلله)) وكانت بدايته بهداية الشباب في منطقة جنوب الموصل وابعادهم عن عمل الفواحش والمحرمات حيث كانت منتشرة وبصورة علنية في كل مدن العراق بيع وشراء المشروبات الروحية الا ان الفضل لله ثم لهذا الشيخ الجليل بقيت اغلب مناطق جنوب الموصل خالية من تعاطي وبيع هذه المنكرات…
التقيته قبل مدة قصيرة ولكن التعب والمرض قد بانت معالمه على هذا الشيخ المعلم صاحب الفضل الكبير على الكثيرين من شبابنا ولكن العطاء مازال مستمر والنهج الصوفي ثابت واعداد المردة او الدراويش في تزايد..
اليوم يعتبر الشيخ سلطان البدراني رمزية دينية مقدسة خاصة وتعتبر تكيته مرجعية دينية لدى ابناء الطريقة الصوفية والذين يعتبرونه الاب الروحي لهم والمرشد لا بناءهم وعوائلهم وخاصة انهم يلجؤون اليه في حلحلة الكثير من مشاكلهم الخاصة والجميع يكنون له الولاء المطلق ولا يقبلون المساس بشخصيته على اعتباره مرجع ديني مهم…
واخيرا ايها الاخ العزيز والصديق القديم شيخنا الفاضل السيد سلطان البدراني ندعو الله ان يمدكم بالصحة والعافية لتكملة مشواركم الذي بدأتموه بفعل الخير وارشاد الناس الى الطريق الصحيح…
آجركم الله على كل ما قدمتموه وجعلها في ميزان حسناتكم…