كنت اتمنى ان اكتب مقالة اوكتاب بحق احد اعمدة قبيلة الجبور بطيبة قلبه وكرمه وبساطته ولكن شخصية العم الشيخ حنفيش الملا منصور اكبر من عنوان مقالتي وكتابي وانا اقولها دوماً لوكان للكرم لسان ينطق فيه وعنوان يسكن به في ناحية الشوره لأعلن نفسه وقال انا اسكن منزل الشيخ حنفيش الملا منصور…. نعم انه مفخرتنا بكرمه الذي سجل عناوين كبيرة وكثيرة لمناسبات عامة مرت بها عشيرتنا. وكان يستقبل الناس في بيته المتواضع ليقدم لهم على طريقة الفطرة السليمة طعامهم بدون تبختر او نفاق او مصلحة عند احد وكانت امنيتي ان احضر مجلس عزاءه ومعي وسائل اعلامية كبيرة تليق بهكذا شخصية اعتبره(( اسطورة الكرم)) ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي السفن….حيث كنت مسافر في احد دول الحوار في حينها….وخانتني الظروف عن الحضور…..
لقد سطر الشيخ حنفيش الملا منصور اسطورة نادرة جدا في مآثره في الكرم في منطقة جنوب الموصل طيلة فترة حياته…فرغم الظروف الصعبة التي مر بها العراق من فترات الحروب والحصار كان كريم العرب يقيم الواجبات الرسمية بذبح شياهه مبتغاة ارضاء الله وسد الفجوة بين الفقراء والاغنياء….
لم يكن من الذين يملكون الاموال او اصحاب الأرصدة البنكية ولم يكن لديه راتب شهري كبير يستند اليه ولكنه كان يملك قلباً كبيراً يستطيع ان يساعده بذبح كل الاغنام التي يملكها من ثروته لإطعام الضيوف الذين يزورون ناحية الشورة في المناسبات العامة وخاصة ما متعارف عليه في الاعياد او عندما تجتمع العشيرة في مأتم عزاء او توديع ابدي لشخص بدفن جنازة…فيقوم هذا الشيخ الجليل ويبلغ الحاضرون مهما كان عددهم بان وجبة غدائهم او عشاءهم جاهزة. ويقسم عليهم باليمين جميعاً ان يأتوا لزيارة بيته المتواضع ومشاركته الطعام …
وقد زادني فضولي ان التقي به مرة على انفراد وكان هو يرعى اغنامه في منطقة قريبة من ناحية الشورة فسألته كيف تكفي اغنامك على مدار العام اذا كنت تذبح عدد منهم في كل مناسبة. فقال لي وانا اسأل نفس السؤال ولكن يا ابن اخي بركة الرحمن موجوده في هذا القطيع فمهما كان عدد الاغنام التي قمت بنحرها او قمت بتقديم
مساعدة للمناسبات العامة للناس لمساعدتهم في ذلك فاني اجد ان القطيع باقي على البركة…
هذا هو الشيخ حنفيش الملا منصور لمن لا يعرفه عن قريب وربما سمع به ولم يلتقي به….فهو من سلالة عربية يرجع حسبها ونسبها الى قبيلة الجبور جده الامير ملا منصور قاضي زمانه مؤسس قضاء الشورة يستشيره السلاطين والملوك وكان ديوانه ومضيفه مدرسة كبيرة يأتي اليها مدراء النواحي في حينها لتعلم القضاء والفصل العشائري على النهج الشرعي…..
وفي هذه الاسرة الكريمة الطيبة المباركة نشأ الشيخ حنفيش الملا منصور وتمسك بالعادات العربية وخاصة جمع ابناء العشيرة في كل مناسبة وتوجيه دعوى للجميع لحضورها وتقديم الطعام لهم على حسابه الخاص…
فرحم الله الشيخ حنفيش الملا منصور وسلاماً عليه حين ولد وحينما عاش كريماً عزيزاً بطيبة نفسه وحينما يبعث حيا….
اللهم ونحن نعيش أياماً فضيلة في شهرك المبارك ارحم كريم قبيلة الجبور عشيرة العميرة المرحوم الشيخ حنفيش الملا منصور فأنه كريمنا في جوده وانت الكريم وتحب الكريم….. اللهم كنا نأكل بمضافه فاكرم نزله في ضيافتك وانت اكرم الاكرمين….
آمين اللهم آمين…