18 ديسمبر، 2024 5:59 م

الشيخ او الشيطان‼️

الشيخ او الشيطان‼️

يبدو ان الحرية هي العمود الفقري للانسانية. اي، ان المائز البشري، هو حرية الاختيار. وهذا عنصر الكرامة الذي يمتلكه الانسان.
الا ان اسئلة يمكن ان تدرج حول هذا الموضوع الخطير، منها:
1️⃣ هل الفرد حر في قتل نفسه؟
2️⃣ هل الفرد حر في انفاق حياته؟
3️⃣ هل الفرد حر في بيع نفسه؟
4️⃣ هل هنالك حرية حقيقية؟
5️⃣ مفهومها وحدودها؟
ويمكن مناقشة هذا، بمستويين:
اولا. المستوى المادي.
ثانيا. المستوى الديني.
اما الفكر المادي، فانه يقود الى حالة “اللامنتمي”. لان الفرد، حالة مادية، ظهرت بالصدفة. ولا هدف لها او مستقبل. وهذا يبرر كل فعل.
طبعا، هذا فكر مادي، متشدد. وهنالك تفكير عقلائي، ينسب الى المادية.
? ويمكن القول، ان العقل، من المجردات، وليس الماديات، ومهمته الحفاظ على وجود الفرد.
وعموما ان الماديين، المعتدلين، يلتزمون بالاتجاه العقلي.
لذلك، تنزلا، نقول ان المستوى المادي العقلي، يريد من الانسان الاستمرار بسلام، والتطور والتحضر، بمناخ حر.
لكن، الاتجاه المادي، لا يمكن له ان يكتشف الهدف من الوجود، وبالتالي لا يستشرف مستقبل الانسان ولا يفهمه.
اذن، كيف للمادية ان تفهم معنى الحرية وحدودها، بما يضمن مصلحة الفرد الحقيقية. ثم مصالح البشرية.
وهذا فيه كلام لا يسع له المقام.
? اما الحرية في المستوى الديني، يمكن ان نحتصرها بحرية الاختيار العقائدي. اي اختيار منهج الحياة.
اي:
1️⃣ اولا، يحق للانسان اختيار طريقه العقائدي، بحرية تامة.
لاحظ في ٢.٢٥٦:
“لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ”..
2️⃣ ثانيا. حرية الانسان في اختيار اسلوب حياته ومنهجيته، ويتحمل مسؤولية ذلك الاختيار، لاحقا، عند الحساب.
لاحظ الكافرون_6.
” لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ”
3️⃣ الدين، ينظر من الاعلى، فيجد طريقين، او اتجاهيين عقائدين، لا ثالث لهما. وللانسان الحرية في الاختيار.
لاحظ في سورة الانسان_3.
إِنَّا هَدَيْنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا “كَفُورًا”
اي انا هديناه السبيل بالادلة، كما يقول المفسر عبدالله شبر، وليس كما يغالط الشحر. فالكفر هو عدم فهم الادلة، او رفضها، تكبرا او غباءا.
? والمهم ان الفرد حر في اختيار طريق الحق او رفضه. والاهم ان اختيار الطريق والمنهجية، يستلزم العلاقة مع المؤسس او المفكر او القائد، كما يلتزم الماركسيون بماركس ولينين، وهكذا.
بل ان اللامنتمي، له قائدا، ويلتزم بسارتر او ولسن..وهكذا.
? وفي المستوى الديني، يكون الاختيار، ملازما للمصدر، حتى ورد:
“من لا شيخ له فشيخه الشيطان”. وهذا حديث ضعيف او موضوع، لكن مضمونه يتطابق مع الكثير من الايات.
ويمكن القول، ان اختيار القيادة. هي نتيجة لاختيار المنهجية. اي ان اختيار الفرد لانجاه معين، يقوده للالتزام بقيادة ذلك الخط. وهذا تجسيد للحرية الحقيقية.
اي ان الالتزام بالمنهج العقائدي، الذي تم اختياره من قبل الفرد، هو تطبيق للحرية الحقيقية، بلحاظ ان الجانب الديني هو الاضعف اعلاميا.
اي ان الحرية في الاختيار هنا، لا تخضع لعلة مشتركة، او تاثير جهة غربية، قوية. وبالتالي اختيار الطريق الديني، هو تجسيد للحرية، وليس العكس.
وللحديث بقية.