احمد بن حسون الوائلي، الخطيب الحسيني، المشهور في اوساط المسلمين عموما، والشيعة الامامية؛ المذهب الذي ينتمي اليه خصوصا.
احمد الوائلي المولود في النجف الاشرف، بيئة العلم والمعرفة الدينية، في العام 1928م جمع بين التعليم النظامي والذي اكمله في العام 1952م والتعليم الحوزوي، ليحصل على شهادة البكلوريوس في اللغة العربية والعلوم الاسلامية، بعد ان خاض غمار الدراسة في كلية الفقه ليتمها في العام 1962م، متوشحا بعد ذلك بشهادة الماجستير من بغداد في العام 1969م، ليرتحل الى القاهرة حاصلا على شهادة الدكتوراه في العام 1972م؛ من القاهرة.
الخطيب الحسيني المثقف، والمفوه اللبيب، والذي لم يقف عند الدكتوراه؛ بل قدم ابحاث ما بعدها ليحصل على درجة الاستاذ؛ في العام 1975م، من جامعة الدول العربية، ليكون خطيبا حسينيا حوزويا واكاديميا في آن واحد آن ذاك.
منهج الشيخ الوائلي، والذي اتصف بالحداثوية الدينية، ليواكب المنبر الحسيني تطور الحياة وعجلة تقدمها، كان وضاءا جاعلا من المنبر مدرسة دينية، واجتماعية، وفلسفية، اذ ربط المنبر بكل جوانب الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية، واساس تمحورها هو القرآن الكريم، ليكون دستورا منهجيا مرنا واضحا، سلسا ينطبق على جوانب الحياة الانسانية.
منهج التجديد والاصلاح الديني الذي سار عليه الوائلي، والذي ابعد المنبر الحسيني عن الخرافة والجهل والتعصب العاطفي، ليرتقي بالمنبر وكلمته، ليكون صوتا صادحا ضد الجهل والاسطورة العمياء، كان طريقا اراد به ان يوضح كيف يواكب الاسلام التطور المنشود، ونابذا الخلاف والتفرقة عن طريق الحوار المشترك الهادف، والذي يجمع المسلمين بشتى اطيافهم تحت مظلة “لا إله الا الله”.
14 يوليو 2003م كانت نهاية المطاف للحياة الدنيوية، للخطيب الحسيني، بعد سنوات المهجر المريرة،والتي ابعدته عن اهله وعائلته متغربا عن وطنه وحوزته، لكنه لم يفارق منبر الحسين اذ ظل وفيا اليه، فوفى المنبر بدوره، ليفارق الحياة بعد ان عاد الى حظن الوطن.
ازدياد الجهل والخرافة، بعد ان ظل يرتقي المنبر كل من هب ودب، وازدياد الاساءة للشعائر الحسينية، والتعصب في ادخال البدع، والتمادي المستمر من قبل بعض الخطباء الحمقى، والسذج، والذين جعلوا المنبر منصة للمزايدة على ارباحهم، جعل البعض يتمادى في السب والشتم على الدكتور الوائلي “رحمه الله” بعد ان كان مضيقا للخناق عليهم.
ظهر في الاونة الاخيرة مجموعة من الشباب الحمقى والطائش، والغريب في الامر انهم في احد المدن الدينية الشيعية، لتتداول مواقع التواصل الاجتماعي، اصواتهم وهم ينعقون”لعنة الل.. عليك وائلي”.
نقولها وعلى مضض، انه لمن مهازل الاقدار ان يشتم منقي كلمة المنبر من الشوائب، والخرافة، وصوت الحداثوية المنبرية “كخارج عن العقيدة والملة”، وتقبل ايادي من هب ودب، اصحاب العويل الاسطوري فقط، ليكون المنبر شماعة الكسب الدنيء لهم.