23 ديسمبر، 2024 5:02 ص

الشيخ الهميم يسخّر أموال الوقف السنّي لرشوة الفضائيات

الشيخ الهميم يسخّر أموال الوقف السنّي لرشوة الفضائيات

ابتداء أدعو الرقابة المالية وهيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية لمتابعة هذا المقال وفي التحقيق بما ورد فيه ،  ثم استميح القراء عذرا لكشف هذه الحقيقة التي أرى أنها قد جاءت بعد شهور قليلة من تنصيب الشيخ عبد اللطيف الهميم رئيسا للوقف السنّي ، وتحذيرا لما يمكن ان يقع في المستقبل ولا يمكن تداركه ، وإنقاذا لأموال السنّة التي يحتاجها النازحون اليوم وقد تجاوز عددهم ثلاثة ملايين واغلبهم من السنّة .

قبل أسابيع عرضت قناة البغدادية التي عودتنا على نشر الحقائق رغم مرارتها ، شريطا مسجلا للشيخ عبد اللطيف الهميم مع الرئيس السابق صدام حسين وفيه أمور لا تخفى على احد ، وبعد أيام من عرض هذا الشريط المسجل ، بادر عبد اللطيف الهميم الى استقراء آراء بعض مقربيه للرد ، وكان الرأي ان يمنع الفضائيات من نشر مثل هذه الأشرطة التي تهدد مستقبل الهميم في الوقف السنّي ، واللجوء الى تسخير الفضائيات الاخرى لخدمته والتسويق اليه ، رغم ان الوقف السنّي يمتلك فضائية تسمى ( الديوان ) وفضائية أخرى مملوكة لرئيس الوقف الشيخ الهميم باسم قناة ( الحدث ) يديرها ابنه محمد .

وكان المقترح ان يتم رشوة الفضائيات ببعض المال تحت عنوان الترويج للهميم من خلال برامج تحت عنوان ( محاربة الغلو والتطرف والطائفية ) يظهر فيها موظفون من الوقف السنّي ببرامج ضد الطائفية ، وكان الأحرى بالهميم ان يستغل فضائية ابنه ، وفضائية الوقف للترويج ، وكان ان عقد الهميم اتفاقيات مع بعض الفضائيات مقابل مئات الاف الدولارات لعرض البرامج ، ومنها فضائيات تابعة لاحزاب شيعية واخرى سنّية ، في وقت يحتاج أكثر من ثلاثة ملايين نازح اغلبهم من السنّة لهذه الاموال وهم يعيشون ظروفا صعبة .
والهدف الحقيقي من هذه الصفقات عدم تعرض هذه الفضائيات للشيخ الهميم ، والترويج له ، طالما انه يسعى مستقبلا لطرح مشروع سياسي يعد له من الان مع بعض السياسيين .

والشيخ الهميم الذي يشكو من الوضع المالي الضعيف للوقف السني ، يبادر لعقد هذه الصفقات والتسويق لنفسه بمال المسلمين ، وهو الذي قال بلسانه في برنامج تلفزيوني ، ان مصرف عائلته في اليوم يتجاوز ( 20 ألف دولار ) والسنّة يجوعون في المخيمات ويفترشون بقاع العراق بلا مأوى ولا طعام .

ثم ان الشيخ الهميم المعروف بمواقفه السابقة من الحكومات المتعاقبة والتي يرى فيها ( ان عدالة صدام اكبر من عدالة عمر بن الخطاب “رض”  ) هو الذي يصرّح بان مبالغ سيارات اولاده تتجاوز مليوني دولار ، وليت عمر بن الخطاب ” رض ” يسمع هذا الكلام ليقرر ( هل يصلح الهميم لادارة الوقف السنّي ام لا ) ، بعد أن رأى رئيس الوزراء حيدر العبادي انه يصلح وعينه بهذا الموقع .

ونقول لو كانت الفضائيات التي شملتها الصفقة تؤمن بدور الهميم ومحاربة الطائفية والغلو والتطرف ، لبادرت هي ببث البرامج بهذا الشأن من دون أموال الوقف السني ، وعلى الاقل فضائية ابنه ( الحدث ) التي شملتها مكرمة الصفقة لتمويل نفسها ، ولكن يبدو ان لا احد يؤمن بما يقوله الهميم .

وللأمانة التاريخية فإنني سمعت اكثر من إمام جامع ورجل دين من السنّة يؤكد ان الهميم يبذر اموال الوقف السنّي  وان مؤتمره ضد التطرف والغلو الي عقده في بغداد قبل شهرين ، انفق عليه ما يكفي لإعالة آلاف العائلات النازحة من اهل السنّة ، فأي غلو وتطرف في إنفاق الأموال تحت عنوان محاربة التطرف .

إنها دعوة حق لكل من يعيش المأساة ليقول كلمة حق .