ابتداء أدعو الرقابة المالية وهيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية لمتابعة هذا المقال وفي التحقيق بما ورد فيه ، ثم استميح القراء عذرا لكشف هذه الحقيقة التي أرى أنها قد جاءت بعد شهور قليلة من تنصيب الشيخ عبد اللطيف الهميم رئيسا للوقف السنّي ، وتحذيرا لما يمكن ان يقع في المستقبل ولا يمكن تداركه ، وإنقاذا لأموال السنّة التي يحتاجها النازحون اليوم وقد تجاوز عددهم ثلاثة ملايين واغلبهم من السنّة .
قبل أسابيع عرضت قناة البغدادية التي عودتنا على نشر الحقائق رغم مرارتها ، شريطا مسجلا للشيخ عبد اللطيف الهميم مع الرئيس السابق صدام حسين وفيه أمور لا تخفى على احد ، وبعد أيام من عرض هذا الشريط المسجل ، بادر عبد اللطيف الهميم الى استقراء آراء بعض مقربيه للرد ، وكان الرأي ان يمنع الفضائيات من نشر مثل هذه الأشرطة التي تهدد مستقبل الهميم في الوقف السنّي ، واللجوء الى تسخير الفضائيات الاخرى لخدمته والتسويق اليه ، رغم ان الوقف السنّي يمتلك فضائية تسمى ( الديوان ) وفضائية أخرى مملوكة لرئيس الوقف الشيخ الهميم باسم قناة ( الحدث ) يديرها ابنه محمد .
وكان المقترح ان يتم رشوة الفضائيات ببعض المال تحت عنوان الترويج للهميم من خلال برامج تحت عنوان ( محاربة الغلو والتطرف والطائفية ) يظهر فيها موظفون من الوقف السنّي ببرامج ضد الطائفية ، وكان الأحرى بالهميم ان يستغل فضائية ابنه ، وفضائية الوقف للترويج ، وكان ان عقد الهميم اتفاقيات مع بعض الفضائيات مقابل مئات الاف الدولارات لعرض البرامج ، ومنها فضائيات تابعة لاحزاب شيعية واخرى سنّية ، في وقت يحتاج أكثر من ثلاثة ملايين نازح اغلبهم من السنّة لهذه الاموال وهم يعيشون ظروفا صعبة .
والهدف الحقيقي من هذه الصفقات عدم تعرض هذه الفضائيات للشيخ الهميم ، والترويج له ، طالما انه يسعى مستقبلا لطرح مشروع سياسي يعد له من الان مع بعض السياسيين .
والشيخ الهميم الذي يشكو من الوضع المالي الضعيف للوقف السني ، يبادر لعقد هذه الصفقات والتسويق لنفسه بمال المسلمين ، وهو الذي قال بلسانه في برنامج تلفزيوني ، ان مصرف عائلته في اليوم يتجاوز ( 20 ألف دولار ) والسنّة يجوعون في المخيمات ويفترشون بقاع العراق بلا مأوى ولا طعام .
ثم ان الشيخ الهميم المعروف بمواقفه السابقة من الحكومات المتعاقبة والتي يرى فيها ( ان عدالة صدام اكبر من عدالة عمر بن الخطاب “رض” ) هو الذي يصرّح بان مبالغ سيارات اولاده تتجاوز مليوني دولار ، وليت عمر بن الخطاب ” رض ” يسمع هذا الكلام ليقرر ( هل يصلح الهميم لادارة الوقف السنّي ام لا ) ، بعد أن رأى رئيس الوزراء حيدر العبادي انه يصلح وعينه بهذا الموقع .
ونقول لو كانت الفضائيات التي شملتها الصفقة تؤمن بدور الهميم ومحاربة الطائفية والغلو والتطرف ، لبادرت هي ببث البرامج بهذا الشأن من دون أموال الوقف السني ، وعلى الاقل فضائية ابنه ( الحدث ) التي شملتها مكرمة الصفقة لتمويل نفسها ، ولكن يبدو ان لا احد يؤمن بما يقوله الهميم .
وللأمانة التاريخية فإنني سمعت اكثر من إمام جامع ورجل دين من السنّة يؤكد ان الهميم يبذر اموال الوقف السنّي وان مؤتمره ضد التطرف والغلو الي عقده في بغداد قبل شهرين ، انفق عليه ما يكفي لإعالة آلاف العائلات النازحة من اهل السنّة ، فأي غلو وتطرف في إنفاق الأموال تحت عنوان محاربة التطرف .
إنها دعوة حق لكل من يعيش المأساة ليقول كلمة حق .