الشيخ المرحوم عبد الكريم علي الوگاع، حكمة الأجداد وهيبة السلالة…..

الشيخ المرحوم عبد الكريم علي الوگاع، حكمة الأجداد وهيبة السلالة…..

في أرضٍ عُرفت بالبطولة والمواقف الشجاعة، وتحت راية واحدة لقبيلة تُعتبر من أعرق القبائل العربية – قبيلة الجبور – برز اسم المرحوم الشيخ عبد الكريم علي الوگاع، وهو قامة
من قامات قبيلة الجبور وسليل المجد العشائري، سليل عائلة الوگاع التي حفرت اسمها على صخور منطقة جنوب الموصل وفوق رمال دجلة في قرية الحود التابعة لناحية القيارة.
رجل عرفه جميع شيوخ ورؤساء القبائل العراقية، كونه كان اليد اليمنى والعقل المفكر لشقيقه الشيخ الجليل مجبل علي الوگاع، شيخ قبيلة الجبور، رحمه الله. وكان رفيقه في دربه
في كل سفراته، سواء البعيدة منها أو القريبة.
نعم، إنه أبو طلال، صاحب الشخصية الاجتماعية والثقافية، المعروف بإلمامه بكافة المجالات، وخاصة النسب والحكمة الموروثة عن آبائه وأجداده.
كان شخصية يهابها الخصوم ويتقرب منها الأصدقاء، ولم يكن شيخ عشيرة عادي، بل كان وجيهًا اجتماعيًا وراعي البيت والسند الأول لكل أبناء قومه، لأنه يحمل في داخله صوت
العقل في زمن التحديات والحروب وزمن المشاكل والمعضلات الاجتماعية.
لقد برز اسم الشيخ عبد الكريم الوگاع في قلب المجتمع القبلي العشائري في مناطق محافظة نينوى، حيث تتعانق القيم والعادات الأصيلة لتكتب على صفحات تاريخها العريق اسم
هذا الشيخ الجليل، على اعتباره أحد أعمدة الحكمة والقيادة، ولأنه من سليل عائلة الوگاع التي تتميز بالكرم والشجاعة ومواقفهم النبيلة الكثيرة. لقد كان رمزًا اجتماعيًا تجد الناس
يلتفون حوله دومًا ويلجؤون إلى مشورته وحكمته في حلحلة مشاكلهم في السلم والنزاع.
ينحدر الشيخ عبد الكريم علي الوگاع من أسرة آل زرزور عشيرة العميري العجل قبيلة الجبور، وهو من مواليد 1951 وقد اشتهرت هذه العائلة بلقب بيت أبو عجة، ولهذا اللقب
قصة يعرفها أغلب أبناء العشائر، قصة وثقها التاريخ لامرأة سطرت أنواع الملاحم في الكرم والضيافة وهي تخاطب ابنها وتقول له:
((تگبعلها ابني ترى هي عجة وفايته))
كانت مشورته تجدها حاضرة في مجال الصلح وحلحلة المشاكل العشائرية وإصلاح ذات البين، وكان صاحب قرار في الكثير من القضايا التي حدثت في زمانه، رحمه الله.
وكان معروفًا عنه أنه يدافع عن نصرة المظلوم حتى وإن كان الظالم مقربًا له، سواء بالنسب أو صلة الأرحام، وكان يقصد مناطق الخصوم لغرض إنهاء المشاكل حتى وإن كانت
المسافات بعيدة ودون أي مقابل.
كان مجلسه مفتوحًا دومًا في مضيفه العامر في منطقة جنوب الموصل، ويقصده الزوار من كل حدب وصوب، وكانت له أدوار كثيرة في وئد الفتنة وإصلاح ذات البين، ويُعتبر
الشخص الأول بالاستشارة لدى الشيخ مجبل الوگاع، رحمهم الله وطيب ثراهم.
إن ما يميز الشيخ عبد الكريم الوگاع محافظته على إرث قبيلة الجبور والدفاع عن ذلك التاريخ الطويل، وكذلك يُعتبر من الرموز العشائرية التي استطاعت أن تربط الماضي
بالحاضر،
رحمك الله أيها الشيخ الجليل أبو طلال، والبركة في ذريتك الصالحة، فهم خير خلف لخير سلف، وهم الآن يقومون بكل واجباتهم تجاه أبناء عشيرتهم، وما زال مضيفهم عامرًا
ومفتوحًا يستقبل زواره في الليل والنهار، فنم قرير العين شيخنا الجليل، فلقد زرعتم وها نحن اليوم نرى حصاد ما زرعتموه.
لقد رحل عن عالمنا الشيخ عبد الكريم الوگاع إلى جوار رب كريم، وقد جرى له وداع مهيب من قبل أبناء قبيلته، إنه وداع الشجعان وهم يشيعونه إلى مثواه الأخير بداية الربيع من
عام 2006
رحم الله ذلك الشيخ الجليل الذي ودعنا بابتسامته المعهودة، وما زالت المجالس تتردد بذكر اسمه وكل صفاته ومحاسنه…..

أحدث المقالات

أحدث المقالات