17 نوفمبر، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

“الشيخ القرضاوي” وقصة البرابرة

“الشيخ القرضاوي” وقصة البرابرة

نحن في وضع لانحسد عليه سياسيا وفيضانيا. مع ذلك نجد الوقت الكافي لكي “نلهي” انفسنا بكل انواع  واشكال و”ارناك” الشائعات ما ظهر منها وما بطن. ومن بين هذه الشائعات “الملبلبة” هي دعوة الشيخ يوسف القرضاوي الى العراق. وطبقا لواضعي هذه  الشائعة او “البلتيقة”  فان القرضاوي لايحلو له المجئ الا الان الان وليس غدا حيث  يلتهب الشارغ الغربي من البلاد بتظاهرات واعتصامات منذ اكثر من اربعين يوما. مروجو هذه الشائعة يريدون ان يقولوا ان هذه التظاهرات لم تعد بحاجة الا  لحنجرة القرضاوي حتى يلهب حماس الجماهير.  
 واذا كانت القاعدة الفقهية تقول البينة على من ادعى واليمين على من انكر فانني اريد احدا يقول لي بينة او يمينا من الذي وجه الدعوة الى الشيخ القرضاوي؟ واضعو الشائعة تميزوا بذكاء سرعان ما انكشف عندما قالوا ان رئاسة اقليم كردستان هي التي وجهت له الدعوة. رئاسة الاقليم نفت الدعوة؟ الحكومة المركزية لم توجه الدعوة اليه “مايحتاج تنفي اني انفي نيابة عنها بل اقسم بالعباس ابو فاضل ما توجه دعوة حتى لجده السابع عشر”. متظاهرو الموصل الذين قيل ان الشيخ القرضاوي سيلقي بهم  خطبة عصماء قالوا “والنبي يونس ما وجهنا له دعوة” . متظاهرو الانبار قالوا .. بالطلاق ما وجهنا دعوة؟ في الاخير ذبحتها الناطقة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي على قبلة عندما قالت ان الحديث عن توجيه دعوة للقرضاوي يندرج في اطار الاشاعة. وفعلا هذا هو الصحيح. والسؤال هو ما الهدف من وراء ذلك؟ الاجابة لاتحتاج  “روحة للقاضي” .
 الهدف هو اثارة الفتنة .. “يعني احنه عايزين”. والدليل على ذلك ان بعض نوابنا ممن “على حس الطبل تخف ارجلهم” في كل مرة تركوا قانون العفو العام والمحكمة الاتحادية ومطالب المتظاهرين المشروعة وغير المشروعة والموازنة العامة وفيضان نهر دجلة وراحوا “يتعاركون” في الفضائيات بشان القرضاوي. واحد يقول مرجع اسلامي لايجوز المساس به وواحد اخر يقول بمجرد ان ياتي نعتقله. وبصرف النظر عن اي شئ فان الحقيقة المرة ان احدا لم يوجه الدعوة اليه لكي ياتي حتى تثور حرب “داحس والغبراء” بشانه علما اننا اذا كنا في امس الحاجة لكل انواع الحروب من الاهلية الى الاممية ومن الجرثومية الى الكيمياوية فان اخر حرب يمكن ان نفكر بها هي حرب بشان القرضاوي.
 قصة القرضاوي هذه ذكرتني بقصيدة الشاعر اليوناني  قسطنطين كافافي  “بانتظار البرابرة” التي كبتها في القرن التاسع عشر. واود هنا ان اوضح ان الامثال هنا تضرب ولاتقاس. ملخص قصيدة كافافي ان مدينته ايثاكا كانت في مازق وقد قيل ان البرابرة سياتون وبالتالي فان كل شئ تم تاجيله بانتظارهم. البرلمان لايسن القوانين لان البرابرة سيصلون. الامبراطور صحى من نومه باكرا لينتظر البرابرة. الخطباء هياوا انفسهم لهذه المناسبة. الناس عادوا الى بيوتهم باكرين. وحين جن الليل لم يات البرابرة. احس الجميع بالضجر لانهم هياوا انفسهم تماما لمجئ البرابرة ولكن البرابرة  خذلوا الجميع. هل تريدون ان يكون القرضاوي .. نوعا من الحل؟ العبوا غيرها.  

أحدث المقالات