19 ديسمبر، 2024 9:07 ص

الشيخ الفياض ضد كمال الحيدري,كيف تكون النجف عاصفة للثقافة الاسلامية؟!

الشيخ الفياض ضد كمال الحيدري,كيف تكون النجف عاصفة للثقافة الاسلامية؟!

http://www.alfayadh.com/site/index.php?show=news&action=article&id=281
في الرابط أعلاه و بمناسبة ذكرى حلول شهر محرّم الحرام , القى سماحة آية الله العظمى الشيخ اسحاق الفياض, كلمة عامة ,على غير عادة فقهاء النجف الأربعة, حذر فيها من خطر تدخل المؤسسات السياسية بالحوزة وتدخل الحوزة بتكتلات الاحزاب السياسية . وهذا بالفعل مناقض لإشراف المرجعية الدينية على العملية السياسة منذ اتخابات عام 2005. لكن يبدو ان الحوزة نجفية باتت تدرك حجمها الحقيقي ازاء الواقع, فهي اعجز بكثير من المجازفة التي اقدمت عليها في ذلك الحين.
الأمر الآخر الملفت الذي حوته كلمة الشيخ الفياض هو هجومه العنيف ضد العرفان وتحذيره من دراسة العرفان فليس هناك عرفان سوى الفقه و الشريعة. وهو موقف قديم تبنته حوزة النجف في مرحلتها الأخيرة الى درجة ان ابن الامام الخميني السيد مصطفى كان يتم التعامل معه بأنه (نجس) يجب تطهير الإناء الذي يشرب فيه الماء لا لجريرة سوى جريرة كونه ابن رجل يقوم بتدريس العرفان والفلسفة. وهو امر جعل الامام الخميني يصدح بصرخته المشهورة بكون الحوزة كادت أن تكون كنيسة قروسطية. ثم صرخة محمد باقر الصدر بكون الحوزة فشلت في قعر دارها. ثم معركة محمدالصدر التي لم تنتهي بعد.

وتحذير الشيخ الفياض يصب في ردة فعل من قبل حوزة النجف التي سقطت بركود دام فترة طويلة نتيجة اسباب سياسية متعددة , فوجدت نفسها إزاء تطور  درسي كبير من قبل الطلبة والاساتذة العائدين من مدينة قم وعلى رأسهم السيد كمال الحيدري, الذي تشكل دروسه مرجعية اساسية في رواق الحوزة.

للاسف الشديد , تبنى سماحة الشيخ الفياض لغة التكفير وهو فقيه طائفة تعاني من تكفير الآخرين. وتبنى نقد العرفان بواسطة الفقه اي بآلة غريبة عن اصل العلم , لسنا هنا بصدد الدفاع عن العرفان او ابن عربي او كمال الحيدري, لكن ما يهمنا هنا هو التأكيد على ما تضمره النجف بوضعها الحالي من مكبوت إقصائي  ونفسية منغلقة الأمر الذي يناقض دعوة الخيّرين الى تقديم النجف كعاصمة للثقافة الاسلامية , فإذا كانت النجف تتعامل بلغة التكفير مع درس يتم تدريسه في رواقها و من قبل اساتذة منها فكيف يمكنها ان تكون كفؤة في محاورة الآخر و الغريب ؟!
كلمة الشيخ الفياض توضح جملة امور مؤسفة لا تعاني منها شخصيات النخبة وإنما نوعية المجتمع نفسه , فخطاب كهذا لا ينتمي لروح العصر ولا الى لغة الحوار الذي تبناه الاسلام برحابه الواسعة وأفقه الشائع, بالاضافة الى ان مواجهة التيارات المنحرّفة لا يمكن اليوم مواجهتها بفتوى , هل تدرك النجف كم هي عطشى للثقافة و المراجعة الذاتية قبل ان ترهق نفسها بلافتات إعلامية لن ينتفع منها سوى الساسة الذين تحذّر  منهم المرجعية, في حين هي الجدار الذي يتكأون عليه؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات