مازال التاريخ يخلد الشخصيات البارزة التي سطرت ملاحمها عبر التاريخ ومازالت اسمائهم مطرزة بماء الذهب لحكمتهم ودهائهم السياسي في الحكم او لفراستهم وشجاعتهم اثناء المعارك…
ومازلنا نكتب عن صفاتهم الحقيقية التي حملوها بعيدا عن الرياء وقول الزور..
هنا وفي هذه المقالة احببت ان اقول ان الارض التي انجبت هؤلاء الرجال مازالت تنجب في اجيالها صناديد حملوا نفس الصفات التي كان يحملها اسلافهم الشجعان..
ومازلنا نذكر رجالاً سوف يخلدهم التاريخ لما قدموه من اعمال جليلة لخدمة ابناء قبائلهم وللإنسانية اجمع….
ان مقياس الرجولة اليوم توَّلده الظروف المحيطة بالإنسان فالشجاعة والكرم واستقبال الضيف ومواصلة صلة الارحام والقيام بإصلاح ذات البين ليست صفات وراثية مختصرة بأشخاص معينين لأنها ولادة ظروف حياتية عامه يمر بها الانسان فأما نجاح يكتبه التاريخ او خيبة أمل تلاحقه جيل بعد جيل…
ان الافتخار بمواقف الرجال هو تشجيع لبَني البشر جميعا على فعل الخير وزرع الطيب واتخاذ القرار الصحيح في وقته المناسب…
نتكلم هنا عن شخصية اجتماعية استطاع ان يصنع لنفسه القاب قيادية واوصاف تحلى بها القادة في زمانهم. صاحب اخلاق عالية يسعى دوماً لإرضاء الجميع ويفرح عندما يلتقي بأقاربه واصدقاءه في مضيفه العامر..
انه الشيخ ادريس الحاج ظاهر البغزاوي احد شيوخ ووجهاء قبيلة الجبور من عشيرة البونجاد صاحب مضيف عامر في قرية اسديره.. الساحل الايسر لقضاء الشرقاط… يقصده كل الشيوخ ورجال السياسة ووجهاء القوم ويعجز اللسان عن وصف الاستقبال الحار لضيوفه الكرام..
وبما انه من الرجال اصحاب الدواوين والمواقف الشجاعة ويمتلك السياسة والحكمة في موازنة الامور العشائرية وحلحلتها وتجد في ديوانه العامر المثقفين والشعراء فلقد اطلقوا عليه لقب هارون الرشيد لدهائه وحكمته في حل النزاعات بين الناس والتحكم بالعقلانية وعدم المراوغة في الامور التي تتطلب الجدية ولاتقبل الآراء الهزلية…
ان الشيخ ادريس الحاج ظاهر قامة من قامات المجتمع الذين استطاعوا ان يصنعوا مجدهم بأيديهم ويبنوا مستقبل صحيح لأبنائهم وانه صاحب شخصية وطنية وله علاقات واسعة مع كل ابناء الطيف النسيجي العراقي ومحبته في قلوب الجميع وخير دليل على ذلك الزوار الذين يقصدون مضيفه من شمال العراق الى جنوبه فتجد ابن اربيل هناك وابن البصرة وابن الفرات الاوسط والجميع يشعرون انهم بين اهلهم وناسهم…
فهنيئا لك ياشيخنا الفاضل لقب هارون الرشيد وانت السيف بقوته والرشيد بحكمته…
دمتم ودامت مضائفكم عامرة باهلها وأدام الله عزكم يا ابناء السلطان جبر وانتم تكرمون الضيف وتسعون لإصلاح ذات البين بين الناس. والله ولي التوفيق…