الطائفة الشيخية (او مايعرف باولاد عامر او الحساوية) هي احدى الطوائف الشيعية التي تتواجد في البصرة بصورة رئيسية حيث يتواجد زعيمهم الروحي الحالي السيد علي عبد الله الموسوي، مع اعداد قليلة في باقي المحافظات مثل كربلاء المقدسة. وتتميز هذه الطائفة بانغلاقها على نفسها اي انهم لا يصاهرون ولا يتزوجون الا فيما بينهم فقط، ولديهم عقائد ومبادئ تختلف اختلافا كبيرا عن باقي الطوائف الشيعية الاخرى (الاصولية والاخبارية)، ولا اريد ان اخوض في عقائدهم وممارساتهم فهذه اشياء تخصهم وهم يعتقدون باحقيتها. ولكن ما يهمني اليوم هنا هو مبدأهم القائل (انصر اخاك ظالما او مظلوما) وليس بالضرورة تبنيهم هذا القول وحمله كشعار وانما هذا ما يظهر من ممارساتهم وافعالهم، والمتعايش معهم يعرف ذلك جيدا، ولكن يجب ان لا نعمم فبعضهم يمتلك من الطيبة وحب الخير والصدق والامانة ما لا يمتلكه غيرهم.
اريد ان اذكر اليوم هنا حادثة حصلت قبل ايام قليلة وسمعها وتفاعل معها غالبية ابناء البصرة، الا وهي حادثة اختطاف وقتل الشاب أحمد ابن الدكتور نزار عبد اللطيف المحفوظ وهو طبيب جراح شهير في البصرة ويتميز بطيبته ودماثة خلقه، سبق وان هاجر الدكتور نزار الى اقليم كردستان بسبب تلقيه تهديدات بالقتل من قبل المليشيات المسلحة التابعة لحزب الدعوة التي كانت تعيث في الارض فسادا. الا انه عاد بعد ذلك الى البصرة بعد تحسن الاوضاع الامنية بعد عمليات ما يسمى بصولة الفرسان، وقد تقاعد من الخدمة في وزارة الصحة والتجئ الى العمل الخاص في عيادته والمستشفيات الاهلية لا سيما مستشفى الموسوي في البصرة التي يمتلكها السيد علي الموسوي زعيم الطائفة الشيخية ويديرها من اصغر عامل فيها الى مديرها ابناء هذه الطائفة.
تم اختطاف وقتل احمد نزار المحفوظ مساء يوم الخميس الموافق 19102012 في منطقة الجزائر حيث كان على موعد مع اصدقائه، واهمهم ابن رجل الاعمال والمحامي الشهير في البصرة خليل الفايز (ويدعى محمد) وهو المستشار القانوني للسيد علي الموسوي، ولديه الكثير من الاملاك والعقارات والبساتين في البصرة، وشقيق الشيخ عامر الفايز عضو مجلس النواب العراقي الحالي عن الائتلاف الوطني ومستشار نائب رئيس الجمهورية السابق عادل عبد المهدي وهولاء خليل وعامر الفايز يعتبرون من كبار رجال الطائفة الشيخية وواجهتهم التجارية والمقربين جدا من السيد علي الموسوي وابنه السيد عبد الاعلى، والصديق الثاني هو اصيل هشام وهو ابن تاجر خمور ومشروبات روحية معروف في البصرة ولديه متجر في منطقة المناوي باشا مجاور لازياء السالم والمصرف العراقي للتجارة، واصدقاء اخرين، ولكن هؤلاء قد استطاعوا ان يوفروا كل شيء الى ابناءهم عدا الاخلاق والتربية الحسنة رغم قربهم من الزعامة الروحية لهذه الطائفة.
بدأت عملية البحث عن المخطوف والتحقيق مع اصدقاءه واستمرت لمدة 12 يوما، في نهاية المطاف اعترف اصدقاءه محمد خليل الفايز و اصيل هشام بانهما هما من قاما بقتله في نفس اليوم الذي اختفى فيه بعد ان التقوا جميعا في منزل خليل الفايز والتقطوا العديد من الصور للشاب المغدور في حديقة منزل الفايز حيث المسابح والنافورات وذلك لاسباب تتعلق بمنافستهم على كسب ود احدى الفتيات الجميلات، حيث قام هؤلاء الاثنين بخنق زميلهم احمد بعد تخديره وقتله ورميه في نهر الخورة قرب ساحة الطيران وقرب السيطرة العسكرية وقاموا بربط الجثة بقطعة كونكريت ثقيلة كي يضمنوا غرقها ورموا العديد من اكياس القمامة على الجثة لاخفائها.
بعد ان انكشف الامر بدأت هنا صولات وجولات الشيخية وانطلاقا من مبدأهم السابق انصر اخاك ظالما أو مظلوما وبسبب قرب الجناة من زعامة هذه الطائفة فقد تدخلوا بكل ما أوتوا من قوة كي يفرجوا عن القتلة وتحوير مجرى التحقيق، حيث لم يبقى مسؤول في الدولة العراقية الا واتصل بمديرية مكافحة الجرائم في البصرة لكي يدافعوا عن القتلة، ولم يكتفوا بذلك حيث قام عدد كبير من ابناء الطائفة وعلى رأسهم احد ضباط الجيش برتبة رائد وهو مسؤول السيطرة العسكرية التي رميت الجثة بقربها والتي يبدوا انه كان على اتفاق مع القتلة باخفاء الجثة (حيث تبعد السيطرة عن مكان وجود الجثة خمسة امتار فقط) قام هؤلاء بتهديد الدكتور نزار المحفوظ وهو واقف امام بناية الطب العدلي وفي حال يرثى له وقالوا له بالحرف الواحد اذا لم تتنازل عن الشكوى سنقوم بتقطيعك الى اجزاء انت وعائلتك ولن نسمح لك بالعيش بعد الان، وما كان رده الا اجابته بقول انشاء الله.
فقد كشر الشيخية عن انيابهم وكشفوا عن وجههم الدموي الحقيقي، ولا زالوا يتهددون ويتوعدون عائلة المحفوظ واقاربه بالقتل والتنكيل مستغلين كونه من ابناء الطائفة السنية وقلة عددهم في البصرة وضعفه وطيبته وخلقه النبيل، ومستغلين قوتهم وتسليحهم الكامل ودعم الاحزاب الطائفية الحاكمة في البصرة .
فهل يا ترى سيثبت القضاء العراقي في البصرة أمام هذا التحدي الكبير؟ ام انه سينهار كما في كل مرة ويخضع للمحسوبية وارادة السلطة التنفيذية والكتل السياسية المتنفذة ؟ هل ستكون المحاكمة والقرار منصفا لذوي القتيل المغدور؟ ام …..؟ لنصبر ونرى….