الشيخة دنيا الجدوع مثلاً اعلى في الصبر والجود والكرم

عندما تجتمع الامارة مع الامارة ويجتمع الاصل مع الاصل وتقابل اشخاص تحمل هذه الصفات الطيبة العالية يتولد لك شعور انك تقف امام نخلة شامخة تحمل في ارطابها كل انواع التمور انها الشيخة دنيا احمد الجدوع مواليد ١٩٣٧ ناحية النمرود قرية الذيبانية تربت في مضايف العز والفخر على العفة وتعلمت العادات العربية الاصيلة وحملت معها صفة الجود والكرم في مضيف والدها الشيخ احمد الجدوع ومع البساتين العامرة التي كان يملكها في منطقة جنوب الموصل الساحل الايسر وكانت هذه المضايف تمتلأ بالزوار من كل جهة وجهة وتجد عائلة الشيخ وبطيبة انفسهم يستقبلون الضيف دون معرفة مسبقة به… ولقد اشتهر الشيخ احمد الجدوع بشجاعته ومحاربته للإقطاع والمحتل في بداية القرن العشرين وكان شخصية اجتماعية له باع كبير في القوانين العشائرية وله المشورة مع كل شيوخ ابناء قبيلته قبيلة الجبور العربية الاصيلة…
تربت الشيخة دنيا الجدوع في هذه العائلة العريقة لتكمل مشوار حياتها في الجانب الايمن من منطقة جنوب الموصل وبالتحديد في ناحية القيارة بعد زواجها من الشيخ المرحوم عبدالله الطابور  ابن الاصالة والامارة ابن طابور باشا لم تواجه حياة اخرى او صعوبات في زواجها كونها انتقلت من بيت مشيخة والدها احمد الجدوع الى مشيخة الطابور اهل زوجها ولكنها اكملت مشوارها بكسب مودة ومحبة كل ابناء واهالي ناحية القيارة لما تمتاز به من صفات الكرم المفرط فتجدها فرحة جداً  عندما يكون في مضيف زوجها الشيخ عبدالله الطابور ضيوف لتقدم لهم كل ما تجود به من الاستقبال الطيب والضيافة العالية والشيخة دنيا الجدوع والدة الشيخ عبدالرحمن عبدالله الطابور ((ابو ساره)) تولد ١٩٦١ خريج كلية الشرطة دورة ٣٧ عمل في مديرية الجنسية والاحوال المدنية في محافظة نينوى لحين احالته على التقاعد برتبة مقدم عام ٢٠٠٣ وهو شخصية اجتماعية معروفة في اغلب مناطق محافظة نينوى…
وعودة على مقالتي عن الشيخة دنيا الجدوع فأنني اجد ان تضرب  بها الامثال لمواقفها الطيبة التي لاتعد ولاتحصى فلقد اطلقت عليها لقب(( الشيخة دنيا الكرم والصبر.)). والكرم تكلمت عنه اخي القارئ الكريم اما الصبر فأثناء زيارتي اليوم لناحية القيارة لمجلس عزاء الشهيدة صابرين الگصمي ذهبت برفقة اخي وصديقي الشيخ الدكتور جاسم الگصمي صاحب الافضال الكثيرة والمناقب التي لاتعد ولاتحصى للسلام على الشيخة دنيا كوننا نرتبط معهم بنسب الخوله وانني سمعت بانها في وعكة صحية ولكنني تفاجأة اثناء زيارتها بقطع احد ارجلها نتيجة صعود مرض السكر اللعين ومع احتباسنا لدموعنا وجدت نفسي اقف  امام امرأة حديدية صابرة محتسبة وقد شاهدتها انها لم تنقهر على نفسها  اكثر من قهرها على عدم استطاعتها القيام بواجب الضيافة لنا فأي امرأة انت وأي كرماً كرمك وأي جود جودك وأي صبراً  صبرك ايتها الصابرة الكريمة المحتسبة.. لقد بكت كلماتي قبل عيوني وتجمد الحبر في قلمي وهو يعجز ان يصف هكذا جبالاً شاهقات.. انها الشيخة دنيا الجدوع عقيلة المرحوم الشيخ عبدالله الطابور… ولك مني هذه الابيات الشعرية الشعبية:-
༺༺༻༺༻༻
شيخة انتي والكرم عدكم طباع
يابنت الاسد من صار الفزاع
نسل جدوع والطابور عمها
ومن طيبة گلبها ترتوي الگاع
يادنيا الكرم وبصبر ايوب
يابيت المضيف وبيت السباع
ابو ساره تعلم منكم الطيب
وزرع بستان بيه اشكال وانواع
حرامات المرض يوگع الطيبين
يانخلة تمر بالعسل والنعناع
صبر ياخالتي والصبر مفتاح
لان انت السفينة وانت الشراع
سلامات لهذاك الطيب والجود
وعساچ بعافية وخلصانا الاوجاع