23 ديسمبر، 2024 8:52 م

الشيخان اللهياري والحبيب ثنائي التفخيخ والترهيب

الشيخان اللهياري والحبيب ثنائي التفخيخ والترهيب

الصراع الشيعي السني أزلي كان ولا زال وربما سيبقى هذا الصراع ولسنوات خلت ليست بالبعيدة قائما على الجدال الفكري والحوار وتأليف كتاب وردّ الكتاب من قبل الآخر كما حصل في كتاب السقيفة فكتب السنة رد السقيفة وكتب الشيعة كتابا ردا على رد السقيفة وهكذا كتب الحوارات مثل ليالي بيشاور والمراجعات وكانت هذه الأمور مقتصرة على طبقة العلماء,, نعم حصلت حروب أهلية في بعض المناطق ولكن كانت بفعل فاعل ومحدودة نوعا ما لكن الذي يحصل اليوم ان هناك فضائيات مُكرّسة للفتنة ورفع شعار التخريب بدلا من التقريب حيث يطلُّ علينا الشيخ اللهياري من قناة أهل البيت وهي لا تمثل فكر أهل البيت أبدا,,هذا الشيخ ومنذ ثلاثة أشهر يريد ان يثبت ان عائشة بالنار وان الخليفة الفلاني شاذ لكن الذي ثبت بالعين المجردة هو زيادة عدد المفخخات والقتل وارتفاع نسبتها إلى حد لا يوصف حيث كان التكفيريون يعانون ربما في إقناع الشباب في ارتداء الأحزمة الناسفة وتفجيرها في مساجد وأسواق وأماكن الشيعة لكن مشايخ الفتنة ياسر الحبيب واللهياري أسدوا خدمة كبيرة جدا للتكفيريين حيث هناك مئات مقاطع الفيديو على اليوتيوب وفي قنوات صفا ووصال تظهر كيف ان المشايخ يتهجمون على الصحابة وبذلك يسهل إقناع الشباب الوهابي في تكفير الشيعة واستقدام أكثر عدد ممكن منهم ومن خلال ما يطرحه هؤلاء الجالسون في أماكن مؤمنة جدا من قبل رعاة الطائفية لكي يستمر الصراع وتفشل كل محاولات التقريب ويستمر مسلسل قتل الأبرياء بتفخيخ الجهلاء ولا اعلم لماذا ظهر هذان الشيخان في زمان واحد تبنى احدهم تسقيط كل رموز التشيع بدءا من الوائلي وباقر الصدر وفضل الله وآخرون..حيث كانت مهمة ياسر الحبيب تسقيطية لرموز المذهب أكثر من اللهياري الذي يحاول بكل جهده ان يأخذ عائشة وعمر مكبلين إلى النار ليصفق له أهل الأعراف!! الواقفون بين الجنة والنار,, هذا الشيخ يبكي وتجري دموعه عندما يقرأ الدعاء ويذكر أهل البيت وبذلك تكتمل الصورة دراما عاطفية,, استحضار تاريخ ملغوم,, اتصال من شخص سني يدافع عن عمر,, واتصال آخر من شيعي يحيي الشيخ على قدرته في سحل عائشة الى النار بعد ان عجز عنها الامام علي “ع” في حرب الجمل !! لكن من هو المستفيد الأكبر من الشيخين اللهياري والحبيب هو بلا شك رعاة الفتن في المنطقة ودعاة التقسيم الجغرافي والطائفي والقومي ونشهد ان الشيخين نالا وبجدارة درع التميز في التسقيط والنزول الى أدنى مستوى الفهم لدى المتلقي لكي يشارك الجميع في الشتم والسب وخاصة جهلة الأمة من الفريقين وهم بلا شك وقود ونار الحروب حيث لا نور يستضيئون به ولا عقل يسترشدوه او يستنطقوه ومن قبل هم الذين قصموا ظهر الأمام علي ع حيث قال قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك وقال أيضا همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ..فكيف اذا كان الناعق مُطلٌّ على الفضاء وتدفع له الملايين من اجل إحياء التطرف وإجهاض كل محاولة تقريبية تعتمد على عناصر الوحدة المشتركة المتمثلة بالقبلة وحامل الرسالة,,والذي يدمي القلب ان هذين الشيخان ساهما مساهمة كبيرة في تقديم صورة مشوهة عن المذهب بعد ان استطاع السيد كمال الحيدري من خلال برنامج مطارحات في العقيدة من تقديم رؤية إسلامية أصيلة للحوار والنقد البناء والعلمي بعيدا عن لغة الحساب والنار والتسقيط والتشهير وبالمقابل قدّما هذان الشيخان قراءة معاكسة ومغايرة تماما وقريبة من لغة التعصب والجهل ان لم تكن هي تعصب بذاتها وهذا ما يطرب له السواد الأعظم من الجهلة وفي نفس الوقت يكون يوم اسود واعظم على هؤلاء اذ ان كل كلام يقال في تسقيط عائشة وعمر معناه مزيدا من التفرقة ومزيدا من المفخخات وسجنا للعقول في دوائر ضيقة جدا من شتى أنواع المعرفة والحوار,, ثم ما جدوى استدعاء التاريخ ورجالاته واستخدام اسلوب التشهير والتسقيط بعيدا عن النقد والتشريح العلمي لأجزائه ومفاصله وإذا كانت قراءة التاريخ بهذه الطريقة تجلب لنا المزيد من الأعداء والفرقة ما الذي يجنيه الإسلام وكيف يمكن ان يكون دينا للبشرية جمعاء ودعاته يتصارعون فيما بينهم ويظللّون بأتباعهم ومع ارتفاع الحس الطائفي في المنطقة يكون أمثال ياسر الحبيب واللهياري أكثر مقبولية من غيرهم لانهم يداعبون غرائز الأشخاص الذين استغنوا عن عقولهم وفي نفس الوقت يتم تجنيد اكبر عدد ممكن من الجهلة التكفيريين للرد عمليا على هذا الخطاب وحينها تُركن في زاوية المكتبة كل كتب الحوار وكل آيات القران التي تدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.

[email protected]