23 ديسمبر، 2024 4:38 ص

الشيء بالشيء يذكر ..مفتي الجمهورية .. عراقٌ في قلب رجل

الشيء بالشيء يذكر ..مفتي الجمهورية .. عراقٌ في قلب رجل

عرفناه مقاتلاً دافع عن أرضه وعروبته وإسلامه وإنسانيته وهو لايمتلك حينها إلا تلك الصفات ، وتحدى كل البغاة والطغاة والمحتلين بروحهِ وجسدهِ وتحدى أعتى جيوش الأرض ، يرافقه الرجال الرجال الذين خرجوا معه لأجل هذا الشرف ، وكان ماكان ، فسالت دماء وتشرفت نفوس في تحرير الوطن ، ولما أعادَ السلاح للدولة ، عاد لواجبه الأول في التوجيه والإفتاء من منبره ، ثم عاد مجدداً للدفاع عن شرف الوطن ، وهذه المرّة ، وقف بوجه عدو أخطر ، عدو إستخدم الدين شعاراً لإنهاء كل الأديان ، عدو إستباح البلاد وهتك ارواح العباد وهجر الملايين ، وحطم المدن ، وعاث بالأرض الفساد .
نعم تصدى سماحة مفتي العراق الشيخ مهدي الصميدعي أعزه الله ، هذه المرة لتنظيم داعش ، وأفتى بحمل السلاح لكل من ينتمي للإسلام والوقوف بوجه التنظيم الإجرامي ، وكانت دعوته لاتقل شأناً عن دعوة سماحة المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني حفظه الله لنا ذخراً ، عندما أفتى سماحته بالجهاد الكفائي .
مقدمتي هذه ليس الغرض منها التعريف بهذا الرجل فأفعاله تعرفه قبل حروفي ، ولكني تقصدت أن أكتب هذه المقالة ، من مستشفى اليرموك الحكومي بقلب العاصمة بغداد مرافقاً لوالدي العلامة الشيخ محمد صالح العبيدي ، أحد أكبر علماء بغداد ، بل آخر علماء العراق الذين يحملون العلوم النقلية والعقلية منذ بزوغ الإسلام نقلاً جيلاً بعد جيل ويحمل أعلى سند في العلوم الإسلامية في العالم ..!!
نعم .. من يقرأ هذا المقال ربما سيستغرب من كلماتي عن والدي الذي أفنى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين لأكثر من ثمانية قرون ، وتتلمذ منذ نعومة أظافره على يد اعلام العلماء في العراق أمثال العلّامة فؤاد الآلوسي والعلّامة أمجد الزهاوي والعلّامة محمد القزلجي رضوان الله عليهم أجمعين ، وغيرهم من العلماء الأعلام ،وحمل إرثهم الذي جاهد بكل مايستطيع لإيصاله لطلابه حفاظاً على سلسلة الماس التي توصلهم الى حضرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم .
اليوم يرقد الشيخ الجليل محمد صالح العبيدي ، العلامة الذي زَهَدَ فيه أهل السُّنة جميعهم.. إلا سماحة المفتي الصميدعي ، والقلًة من طلابه مشكورين ، مقالي هذا ليس إستجداءاً من أحد لاسامح الله ، أن يمد يد المساعدة لأبي ، لأن أبي لايطلب إلا من الله عز وجل ، وعلاقته بربه أقوى من كل العلاقات، ولكن إنها مرآة لكي تروا بها وجوهكم ..!!
والسلام على العراق وأهله