12 أبريل، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

الشوك هو الحل … من اكل الجمّار دخل النار

Facebook
Twitter
LinkedIn

(اي شجرة جاوز طولها مترا ونصف المتر حتى لو كانت ملكية خاصة لايمكن قطعها دون الرجوع الى الحكومة لترى رايها ، يمكن عد المانيا بانها رئة العالم لكثرة اشجارها وسنويا تضاف ملايين الاشجار عن طريق الاستزراع وهناك موازنة بين عدد السكان ونسبة الاوكسجين والاشجار لها سجلات نفوس مثل البشر وهي مرقمة ومحصية والالمان اكثر الشعوب انفاقا على النباتات المنزلية وهي ضمن اساسيات قائمة التسوق ومن المستحيل ان يخلو بيت الماني من مجموعة اصص علما ان الالمان من اقل الشعوب اهتماما بتلميع الاحذية هذا الظاهرة التي ارتبطت في مجتمعنا بعمل الاطفال والشيوخ مع ذلك لايفارقنا الشعور بالتفوق الاخلاقي على الالمان كونهم شعب ليس عنده غيره)
………………………………………………………………
تقول كلمات اغنية للمرحوم سعدي الحلي الذي اكل العراقيون لحمه حيا وميتا
ابن ادم
طباعه الغدر
من يأكل الجمار
ينكر احسان النخل
ويرمي السعف للنار
الجمار هو قلب النخلة والنخلة واحدة من اعظم هبات الخالق وقد اوصى بها النبي محمد ابلغ وصية اذ عدها عمة لبني ادم باعتبار انها وفقا للعقيدة الاسلامية نزلت مع ابيهم ادم من الجنة لتسليته وهذا هو مدار الجريدتان في الفقه الشيعي اللتان توضعان طولا مع جسد الميت داخل الكفن وهناك بلدان قليلة حباها الله بنعمة النخيل منها العراق ولو قدر لاهل هذا البلد ان ينزلوا النخلة منزلتها لسادوا العالم اقتصاديا فبعد الوقود والذهب تاتي اسعار التمر في الدول الغربية والتمر صممته الطبيعة لشعب كسول فهو يتحمل فترات خزن طويلة ويؤكل على العافية والسقم فلايحتاج اكله الى معرفة وضعه الصحي واذا تلف تحول الى عسل فان طال الامد صار خمرا فان فسد رجع خلا والنخلة تجادل الارض بحثا عن ماءها وتستقيم بدون الحاجة لمن يساندها وهي تعطي اجود السليلوز لصناعة الورق وافضل انواع السعف وادومه لصناعة الحصر والسلال وامتن واطوع الجريد لصناعة الاثاث وادوات الفلاحة والزينة فان شاخت النخلة تمددت سقفا لايبلى ربما طاول قرونا وللنخلة وظيفة جمالية واخرى بيئية فهي صياد مرتفع الراس للرطوبة ومصد صنديد للعواصف ومثبت ماهر للتربة وظل ظليل لمايزرع تحتها وكانت النخلة واحدة من العوامل التي حملت القران الكريم الينا فهي اداة للكتابة وقد وصفها القران وصفا جميلا بقوله والنخل باسقات لها طلع نضيد وطلع النخل كفيل بنقل احاسيس الانسان الى عوالم ثانية لعبقه ومن عجائب النخل ان انواعه ممدودة غير محدودة ونوى النخل ان نبت يعطي شجرة مختلفة عن الام والنوى نفسه احد اهم مصادر الطاقة الحرارية وعودة على العنوان فان السادة العراقيين بدل رعاية نخيلهم راحوا يقطعونه ويبيعونه على شكل جمار وهذه واحدة من الجرائم التي يفترض ان يعاقب عليها القانون باشد العقوبات ويعدها ارهابا زراعيا ومن العجيب ان وعينا بالة الكرين او الشفل اقترن بتجريف النخيل وحتى الان لازالت حادثة تجريف بستان نخيل ال حاج خيون مزروعة في ذاكرتي ولم اجد لها تفسيرا ليس هذا وحسب بل تم تجريف نخيل حجام ونخيل بستان السادة في الحاوي الجديد وبستان ال دولاب وبستان ال صويلح وبستان الطعيسي وبستان الشكونية وبستان عبد علي وبستان سيد عواد  والحق ان الشطرة كانت عبارة عن حائط من النخيل لم يبق منه سوى اربع او خمس نخيلات من نخيل الكاريبي غير المثمر استطلن بشكل لافت ويلحن في سماء المدينة يتمايلن كانهن نوائح ينحن على النخيل المقتول.
خسارة العراق لنخيله كان احد العوامل التي ادت الى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة واذا صحت الارقام من ان هذه الحرارة تجاوز ال 40 مئوية مع انعدام الرطوبة فان المستقبل يحمل شرا مستطيرا.
اجد واحدة من الحلول المؤقتة هو امكانية زراعة العاقول لوقف زحف الصحراء فهذه النبتة تتحمل ظروف مناخية قاسية بحكم ورقها الشوكي وجذورها القوية فمن الممكن جمع بذور العاقول ونثره بطائرات زراعية في الصحراء العراقية واي مناطق اخرى غير مزروعة فانباته سيساهم في رفع درجة الرطوبة بالجو وتثبيت التربة وامكانية نمو نباتات طفيلية بجانبه على انه مصدر لابأس به للوقود المحلي.
صحيح انه ليس حديثا لكن لم يخطا من قال ان من اكل الجمار دخل النار  واي نار تختلف عما فيه الناس اليوم نتيجة مااقترفوه من جريمة بحق بيئتهم فلا امر بمعروف ولانهي عن منكر وكان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الفروج لاغير.
العاقول العراقي الطيب يعطي ثمارا على شكل ورد احمر جميل ولنتصور بلدنا مخضرا محمرا معتدل الحرارة والرطوبة ومتى ما تعلمنا زراعة النخيل او الورد نقوم وقتها بقلع الشوك وهو نبات طيع على شدته.
لنشكل ان امكن ذلك رابطة للنخيل ولنؤسس ان امكن ذلك بنكا وطنيا للفصم فان الامم بجذورها وبذورها.
خطيرة جدا هي الامم التي تهتم بحفظ الاحساب والانساب فهي اضيع للماء والشجر والتراب ولعنة الله والملائكة والناس اجمعين على من يقطع نخلة ليبيعها على شكل جمار.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب