9 أبريل، 2024 6:58 ص
Search
Close this search box.

الشور من نزيلي السجون إلى غربة الشريد

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإمام الكاظم سلام عليه هو الثامن أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم. مات هذا الإمام المظلوم محتسباً صابراً مستضعفاً سجيناً مسموماً. تنبئنا ذكراه عن قسوة أولئك الذين قتلوه ومدى تجبرهم وطغيانهم ولا ريب أنه حين تجتمع ذكراه مع ذكرى عالم استشهاد عالم كالسيد محمد باقر الصدر الذي جر القدر أن يناله ما ناله الإمام المعصوم من سجن وظلم وقتل بوحشية فأننا حقيق علينا أن نتبحر مستكشفين الحالة التي أصابت المجتمع. حتى يقتل سادتها وقادتها وتتسلط عليها الفراعنة والطواغيت دون أن تحرك ساكنا أو تهيج كأمة تكسر كل قيود الذل والعبودية . لكننا وعبر التاريخ نجد العكس من ذالك حيث تركس في الذلة والمهانة ويسلط الله عليها من يسقيها كاس الذل والهوان.
في الحقيقة لم تكن الكلمة التي قالها باقر الصدر (فوالله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء) لم يكن يقصد أولئك الذين قتلوه بل كان يقصد الأمة التي تآمرت عليه وخذلته وقتلته بالأيدي والألسن. أنها منافسات الدنيا ومؤامرات الحواشي وجهل العوام هي هي..
لم يشارك الإمام الكاظم عليه السلام في ثورة من ثورات العلويين, لكنه كان يملك مركز الإمامة والسيادة والقيادة التي ترعب الحاكم الظالم. فثورة بمئات الأفراد المدججين بالسلاح لا تعني شيئا لطاغية بقدر ما يرعبه أن تجتمع الأمة على مركز قيادتها لان ذلك يهدم أركان دولة الجور دون قطرة دم فيؤسس للسلام الأبدي .
هكذا لم يهتم الطغاة أبدا بالثورات القائمة على أساس القوة بل على العكس تماماً لربما يفرحون بها أن كانت متزامنة مع صحوة فكرية يقودها عالم في جانب آخر فهم بنعيق الجهلة دعاة الحروب في الجانب الأول يجدون الذريعة لتصفية العلماء والصالحين في الجانب الثاني آخذين أهم عامل في ذلك هو شهادة الزور والتقرير الكاذب.
هكذا يحدثنا التاريخ عن المؤامرة التي أحيكت ضد الإمام الكاظم عليه السلام وأدت إلى سجنه وسمه ومن ثم استشهاده سلام الله عليه
فبمؤامرة من يحى البرمكي إذا يبحث عن نفسية ضعيفة تشي بالكاظم عليه السلام . فكان ذلك أبن أخيه علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق وشى للرشيد حين ابلغ عن الإمام المظلوم بأنه أدعي الإمامة وتجبى إليه الأموال فأعطى الذريعة لحبسه وتصفيته.
لم يمارس الإمام إلا حق طبيعي من حقوق أئمة آل البيت. لكن ذلك كان يعني تقويض دعائم دولة العباسيين وزوال ملكهم رغم أن الإمام مستضعف. لماذا؟
نجد ذلك في القران الكريم فرغم أن موسى النبي وأخيه هارون عليهما السلام مستضعفون في الأرض وفرعون يدعي انه له ملك مصر والأنهار تجري من تحته ..لكن الملأ والحواشي من قوم فرعون يدركون الخطر فيحرفون المعلومة قال تعالى {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف : 127]
لكن العجيب أن تحصل الجريمة بنفس الشكل والمضمون لمرجع وسيد لم يكن ذنبه سوى انه شق طريق الإصلاح بمرتكز العلم والأعلمية التي هي نفس مركز الإمامة في غيبة المعصوم عليه السلام .
نعم محمد باقر الصدر بهذا المركز كان النظام يستشعر خطره وكانت النفوس الضعيفة وحواشي المؤامرة تخشى زوال الملك والأموال وجبايتها فسعت ووشت بمحمد باقر الصدر.
نعم هو الرعب الذي يعيشه هؤلاء المترزقون على الحاكم وحواشيه وبرمكيته, والخشية من زوال ملكهم.
أن التاريخ ورغم بعد المسافة واختلاط أوراق التحقيق لكنه عرّف لنا الجاني ووضح لنا خيوط الجريمة وكشف لنا إطراف المؤامرة التي حصل مع الإمام الكاظم عليه السلام .
لكن مع التقدم التكنلوجي وحضور الشهود وكثرة الأوراق وسهوله نسخها وحجم السلطة وكثرة الادعاء العام لم تستطع محكمة أن تنصف محمد باقر الصدر لتحاكم كل إطراف الجريمة. ليضل القاتل والواشي وصاحب التقارير مجهولا إلا في إشارة في مذكرة كتبها هذا الباحث أو ذلك.
وحين تعجز ويغفل المجمتع مرة اخرى وتحاك نفس المؤامرات وتقع نفس المظلومية على نفس الخط والمنهج هنا لابد أن نعج ونضج ونلهج بما أوتينا من قوة عسى أن تستيقظ الضمائر لصرخة قد يكون الإمام المعصوم قد تعلق بها كحبل للفرج حين لم تدرك الأمة بعد المؤامرة وحجم المخططات فلابد أن يكون في هذا الزمن من استفاد من دروس الماضين واتعظ من اخطائهم لينشد السلام والامن والعدل واحقاق الحقوق للجميع.
هكذا تنطلق حناجر الأخيار بالشور والبندرية مذكرة بالمحنة وباب الفرج معا كراية ترفرف في السماء تنبئ عن محتوى إصلاحي خلفها سار به المحقق الأستاذ وقد اختزل معاناة الصالحين فالشور والبندرية صرخة من فم أبناء المحقق الأستاذ انتصارا للموعود الشريد تلهج وتعج وتضج كصيحة للفرج .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب