حينما نكتب عن قضية ما باتت تشكل انعطافة جديدة في المجتمع، فإننا نسعى لما وراء هذه القضية، وما أحدثته من قفزة نوعية غير مسبوقة في المجتمع، فليست الأمور تؤخذ من ظاهرها بل لابد من الغوص بالدراسة، و التحليل لجوهرها بغية الوقوف على حقيقتها سواء أكانت سلبية تضر بقيم الانسان أم إيجابية تعود بالنفع الكبير عليه، هكذا هي قضية الشور، و مجالسها التي نرى لها صداً كبيراً، و إقبال كبير عليها من قبل النفوس التي تبحث عن سعادة الدارين، و تسعى للوصول بالمجتمع إلى بر الامن، و الأمان، ومن ثم الوصول به لتقبل أطروحة الدولة العالمية الحسنى، نعم فالشور ليس غايتنا بقدر ما هو وسيلتنا لنشر ثقافة الوسطية، و الاعتدال، و زرع بذور الوحدة الإسلامية الحقيقية التي أرسى قواعدها نبينا الكريم ( صلى الله عليه و سلم ) و ليست التي بنيت على المصالح الانتهازية، و المكاسب النفعية الفئوية البعيدة عن قيم السماء، و مبادئه الحية، الشور وسيلة للتربية الصالحة، و الثقافة الأخلاقية التي تتماشى مع التربية المحمدية المثلى، الشور مقدمة ضرورية للإصلاح، و الصلاح، و غرس أسس التواصل الاجتماعي بين مختلف الشرائح الاجتماعية كي تعم روح المحبة، و تزداد أواصر التعاون قوةً، فنكون حينها قد وضعنا حجر الأساس لقيام دولة العدل و المساواة ، دولة العدل الإلهي، دولة أمل المستضعفين، و المظلومين على يد الجبابرة، و المتكبرين في شتى أصقاع المعمورة وعلى مر العصور التاريخية، فالشور مدرسة الأجيال الناضجة، و قادة الغد المشرق الذين ننتظرهم بفارغ الصبر، و على أحر من الجمرٍ، ففيهم الأمل، و الغد السعيد، و الاشراقة الجميلة لمنقذ البشرية، و أملها بالخلاص من الفساد، و الإفساد إنه المهدي المنتظر ( عليه السلام ) هذه الحقائق التي نريد إيصالها إلى باقي أخواننا و اخواتنا في باقي المذاهب الإسلامية، و تلك حقاً رسالتنا إليهم؛ كي نكون جميعاً في حصنٍ حصين من مغريات الدنيا، و زينتها الفانية، و نأمن من حبائل غدرها، و وساوس شياطينها، فالشور وسيلتنا لجمع شمل الامة، و خلاصها من سموم الفكر المتطرف، و دعاوى الالحاد، و مظاهر الرذيلة خاصة مع ما يتعرض له شبابنا اليوم من هجمة قذرة مدروسة، ولعل في نشر الإباحية، و المخدرات، و الكفر، و الالحاد، و الطعن بأحكام الإسلام، و الانخراط في الجماعات المتطرفة ما هي إلى مقدمة للذهاب بالشباب نحو سعير الهاوية، و الإطاحة بتلك الشريحة المهمة في بناء المجتمع، فالشور مبتغانا نحو الوسطية، و الاعتدال، و الاخلاق الفاضلة، و الثقافة الصالحة، و المنافع الصحية، و الارتباط الحقيقي بفطرتنا، وما جبلنا عليه في حب الإسلام، و النهوض بالواقع المجتمعي المرير الذي تعيشه اليوم امتنا، فليس الشور هو غايتنا كما يظنه البعض، فكلماته، و حروفه المقطعة قد ثبتت بالدليل أنها مستمدة من روعة الإبداع، و البلاغة المطلقة للقران الكريم، وهذا ما أكده التاريخ، و علماء اللغة العربية الذي أستشهد بهم المعلم الأستاذ الحسني في استفتائه الأخير حول إثبات مشروعية الحذف، و التقطيع في كلمات، و حروف منشدي، و مسبحي الشور .
https://www.facebook.com/fatawaa.alsrkhy.alhasany/posts/990635111088922