17 نوفمبر، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

الشهيد نشأت مدحت نامق/161

الشهيد نشأت مدحت نامق/161

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
آمن نشأت مدحت نامق، بأفكار الصدر الأول، متماهيا معها، حد الشهادة، إذ ولد العام 1957 في “طوزخورماتو” وسط عائلة تتخذ من سيد الشهداء.. الإمام الحسين.. عليه السلام، نبراسا هاديا، وسط ظلمات الزمن البعثي الوقح!

وفعلا عاشوا حسينيي الموقف، ضد نظام الطاغية المقبور صدام حسين، وأنشأوا نسلهم على هاجس الثورة الكامنة في عمق تلافيف الإيمان، وعيا رصينا، قادرا على بناء حضارة الروح، التي وأدها البعثيون، في العراق.

 

قراءات صدرية

أكمل الشهيد نشأت دراسته، متخرجا في معهد الصحة، يكرس قراءاته، في مؤلفات الشهيد السيد آية الله محمد باقر الصدر.. قدس سره، التي أغنته وأزالت حدود الحجاب، بينه وأسرار الوجود، زاهدا بالمسافة الفاصلة، بين حياة الباطل وموت الحق؛ فآثر أن ينسلخ بإتجاه ما أملى الرحمن على الصديقين من سلام نفس تذهب للموت مطمئنة.

 

شهادة طبية

عمل على تهريب المطلوبين لنظام البعث الظالم، الى خارج العراق، دائب الأداء لفريضة الصلاة جماعة، و… بينما يواشك على دخول الحياة العملية، حاملا شهادته الطبية، العام 1981، حاصر البعثــيون.. مدعومين بأمن مدني الثياب وشرطة محلية.. بيت أهله.

حاصروا المحيط السكني كله.. ليل نهار، حتى قبضوا عليه، مصادرين سيارته الشخصية، من دون حكم قضائي، فهم يزهقون الأرواح عفو الخاطر.. وغالبا لمزاج مهووس بإيلام الأبرياء.. ساديا.

 

غيوم بركانية

لم يتلقَ ذووه خبرا عنه، طوال ستة أشهر، مرت عليهم، مثل غيوم بركانية مسمومة القطر.. وهو يرزح تحت تعذيب فظيع، رهن الإعتقال، ولا أحد يعرف عنه، هل هو حي أم ميت.. أم ماذا؟

تلقوا إخطارا بمراجعة الطب العدلي؛ لتسلم جثمانه الطاهر، وقد غرموهم مبلغا.. كنوع من رشوى لتسريب الجثة، التي كان من الممكن إخفاءها، ومواراتها دهاليز غيابات المعتقل، او مقابر جماعية او ثرمها طعاما للسمك.

دأبا على ملاحقة الشهيد، الى قبره، يقضون مضجعه؛ لحقت بالعائلة أضرار، أولاها طرد أخيه عبد اللطيف من العمل والحكم عليه بالسجن الذي خرج منه ليموت جراء التعذيب! وتوفيت والدته العام 1986، برقا نابع الضوء، من الأرض الى أقاصي الكون اللانهائي.. عائلة خالدة في ذاكرة المؤمنين، تحيط الملائكة بعناية فردوسية وسعها الأرض والسماء

أحدث المقالات