9 أبريل، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

الشهيد مصطفى العذاري … يشكر أهالي الفلوجة على كرم الضيافة .!

Facebook
Twitter
LinkedIn

مشهد الجندي العراقي مصطفى العذاري وهو ينظر إلى أهالي مدينة الفلوجة وهم يلوحون بأيديهم فرحين 
المسكين نسي انه سائر إلى حتفه … نسي وجود الجلادين  من حوله وظل ينظر في وجوه من يهتفون .
يحدث نفسه .. على ماذا يهتفون هؤلاء القوم .. لا يعرف احداً منهم .. هل من المعقول إنهم جميعاً يعرفوني وأنا لا . هل أنا المسكين الفقير بهذه الاهميه الكبيرة لهم .. كان يريد أن يشكرهم لأنهم منحوه الشعور لأول مره في حياته بأنه إنسان مهم  .. شعر لبرهة من الزمن بأنه أشبه بأحد الملوك الذي يمشي متبختراً وسط رعيته .

تمنى أن يشاهده أطفاله الصغار وجيرانه بحيهم البائس.. تمنى لو إن هذا المهرجان كان في شوارع  مدينة الصدر ليرى الجميع بأم أعينهم إلى أي منزلة وصل ابن مدينتهم المسكين الفقير الذي لم ينتبه احد لوجوده يوماً بينهم .. يسير على ظهر عجلة والمسلحين يحيطون به كأنهم حمايات احد المسؤولين … الناس تلوح له بأيدها .. المسكين كتم آلم إصابة ساقه وظل يستمتع بهذا اللحظات الجميلة … هل من المعقول إن أهالي الفلوجة يلوحون بأيديهم فرحين بقدوم زائرٌ إليهم من مدينه الصدر .!! .

كيف لا .. وقد ترك أبنائه الصغار وأمهم وجاء مع رفاقه ( الشروك ) لتحرير مدينتهم من رجس (داعش ) … لقد ضمدوا جراحه .. وهم ألان يحتفلون به في شوارعها .

لم يشعر ولو للحظة انه وقع في الأسر .. لكنه مشتاق لأبنائه و لأصدقائه  يريد أن يشاركوه  فرحته بمنزلته العظيمة الجديدة .

المسكين أفزعه منظر الجسر .. فتذكر مشهد المقاولين الأمريكيين وكيف قتلهم أهل الفلوجة وسحلوهم واحرقوهم وعلقوا جثثهم على الجسر … لكنه بقي على رباطة جأشه محدثاً نفسه ليس من المعقول إن للقوم عادة  قتل الأسرى وتعليقهم على الجسور.

حتى لفوا حبل المشنقة ( حبل عارهم ) على رقبته … هنا أدرك إنها النهاية … ليس نهايته بل نهايتهم … نظر إليهم ليرى العار في وجوههم .. والى الجسر ليرى كم سيستوعب من هذه الرؤوس لتعلق عليه في قادم الأيام .

رحمك الله يا مصطفى رحمة الأبرار وجعلك في منزلة الشهداء .. والعار كل العار لمن قتلك .. ولوح بيديه فرحاً بمقتلك .                                

    [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب