18 ديسمبر، 2024 11:52 م

الشهيد محمد العمشاني/168

الشهيد محمد العمشاني/168

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
يأنس الشهيد محمد شيال العمشاني، بأقرانه من المؤمنين، منقطعا للتبتل بين يدي رب رحيم، لذلك لم يقلقه الإعتقال، في العام 1981، وهو لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره، خلال أيام سبقت نجاحه في الدراسة الإعدادية، متطلعا للجامعة.

رسم لحياته سبيل سولك، إختطه بمداد من التثقيف الإسلامي الحصين، بناءً على قراءات معمقة في أمهات الكتب، والإصغاء التأملي في ما يقوله العلماء من روزخونات المنبر الحسيني.

 

زكام وشاية

نشأ متديناً، في ظل أجواء مزكومة بوشاة البعث الناشطين، إذ رفعوا به تقريرا مشككا بولائه للسلطة، يؤكد نقده السياسات القمعية للطاغية صدام حسين..

خلال مدة قصيرة اختفى معظم اصدقائة؛ فدق ذلك إشارة أنذار.. حمراء تقطر دما.. لذا قرر التواري عن الأنظار، لكن والده منعه؛ اعتقادا ًمنه بأن المرء لايؤاخذ إلا على فعل ملموس، وليس لمجرد ما يضمره قلبه ويكنه ضميره.

لم يخطر ببال الوالد المسالم.. مفرطا بحسن النية، التي قتلت إبنه، أن المقابر الجماعية تنتظر فلذة كبده، الذي ترك في قلب والده جرحاً عميقاً، وإحساسا مدمرا بالذنب!

 

يوم تموزي

في أحد أيام تموز 1981، إعتقل محمد، ولم يسمع عنه أي خبر.. والى الآن ما زال قبره مجهولاً.

إلا أنه ظل قدوة حسنة لشباب كثير، من أقرانه، الذين دأبوا يتبعون خطاه، مع الإقتداء بتجربته، إتعاظا..