23 ديسمبر، 2024 12:37 م

الشهيد كيدون الغزالي/106

الشهيد كيدون الغزالي/106

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
ربأ الشهيد كيدون كريم مسلب الغزالي، بنفسه، عن ان يكون سوطا بيد السلطة البعثية الغاشمة، ورئيسها الطاغية المقبور صدام حسين، مرددا: “لن أقاتل دولة الامام؛ كي يظل عدي.. نجل الشيطان، يغتصب العذارى المحصنات”.
جاد بنفسه، في سبيل مبادئ مطلقة، تعصمه عن الانجرار وراء الباطل؛ بعد ان خشي الرحمن إن حاد عن الحق؛ لذا ظل محافظا على إنتماء وجداني للإنسانية، وإيمان إسلامي، وغيرة عربية، أسفرت عن مغادرة العراق…
 
سيرة مؤمن
على مرمى ركعة من ضريح أبي الحسنين.. علي بن أبي طالب.. عليه السلام، ولد الشهيد كيدون في النجف الأشرف، العام 1948.
ضيق النظام السابق منافذ العلم؛ أولا لعدم إيمانه بالدراسة، وثانيا لأنه يريد أكبر عدد من الفاشلين في الدراسة، كي يزجهم، الى جبهات القتال، وقودا للحرب ضد الجارة المسلمة ايران.
لذا لم يكمل الغزالي دراسته؛ فسيق لمعسكرات الجيش، للتدريب على القتال، بدعوته للخدمة العسكرية.. الاحتياط، في العام 1984.
ولأنه واع للدور المهم الذي يتمثله، أي مؤمن أصيل الانتماء لله والوطن، متصفا بمخافة الله.. سبحانه وتعالى، فآثر ألا يسهم ولو من بعيد، بضرر يلهب بيضة الاسلام؛ او يمس أجساد المسلمين الطاهرة، بنجاسة، أينما حلوا.
لذا أنضم إلى صفوف (فيلق بدر – منظمة بدر فيما بعد) العام 1985 ، مهاجراً من العراق عن طريق “الحويزة” في “البصرة”.
 
سيرة مقاتل
لم يدخر وسعا، في العمل النضالي مقاتلا في سبيل الله والاسلام والانسانية والوطن، متفوق الأداء بألمعية في المواجهة فاقت تصور من كانوا حوله.
أصر خلال سنوات انضمامه لـ “بدر” على المشاركة في العمليات ضد نظام البعث، يذود عن حمى قناعاته، كما لو أنها شواخص مادية ملموسة.
أصيب اكثر من مرة، أثناء المصادمات الجارية بإستمرار ضد البعثيين، حيثما ذر الشيطان قرنه، متفانين في القتال، حد التماهي مع الموت، ينشدون مجتمعا مثاليا، خاليا من رجس الطغاة.
واستمر ذلك لمدة اكثر من أربعة عشر عاماً، حتى جاء أمر ربه ليلحقه بالشهداء من أبناء العراق، الذين سقوا شجرة الحريـة بدمائهم، حتـى أثمرت يوم الاربعاء 9 نيسان 2003، بسقوط صنم صدام.
إستشهد كيدون كريم، أثناء إحدى عمليات القاطع الجنوبي العام 1999، ونقل جثمانه الطاهر، ليدفن في مقبرة الشهداء بمدينة (قم المقدسة) كبرى الحوزات العلمية.. وتقع في ايران.
تلك مرحلة، شكلت فيها حاضنة للمسالمين.. من شيعة وسنة، وغير المسلمين، على حد سواء، وما زالت الجارة تعنى بالعراقيين، ريثما يقضي الله أمرا كان مفعولا.