23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

الشهيد عبد الرزاق جليل غاوي/111

الشهيد عبد الرزاق جليل غاوي/111

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
ظلمات الأمن العامة، في عهد الطاغية المقبور صدام حسين، بركان رعب فظيع، يتراءى للعراقيين حتى في منامهم، من دون أن يستفزوا النظام، فكيف بالشهيد عبد الرزاق جليل غاوي، يتحداها عامدا، وهو يدرك مغبة النهاية التي يذهب إليها متكلا على الله ورسوله وحب آل البيت والايمان بالموقف الحق.
أبى مداهنة جبروت الطاغية، من أجل بضعة أيام زيادة في عمر دنيوي فانٍ؛ لذا جابه بضعفه الانساني محدود الطاقة، قدراتهم المستقوية بدولة الكفر.
تعاقدت مديرية الأمن العامة، مع معامل كبرى.. متقدمة هندسيا، لصنع أجهزة تعذيب متطورة! فأي مسكين يستطيع مجابهتها وهي تعمل بهذا النهج الجهنمي!؟
 
عشو
رأى غاوي من آيات ربه الكبرى، فهل رأى جلادو الأمن صورة (اللات والعزى) والشمر و… جزارو التاريخ تلاحقا، مجسدين بشخص صدام حسين.
لم يهن ولم تثنه إستعراضات الألم التي يوقعونها به ليلا، بما يهد جبال ويفتت صخورها ويسفر بحارا ويشظي أمواجها.. أداءً ينضي الى جوهر بشع كحل أعين الجلادين، يعشوها عن نعمة الصلاح المؤدي الى الجنة.
سراط الامن
ظل صابرا يحتسب الخوف من الله، بميزان قسوة نظام الطاغية المقبور، فرجحت كفة الرحمن على سلطان صدام الجائر، الذي واجهه بقول الحق صريحا، فجازاه الله الجنة، نافذا اليها من سراط (الامن العامة) المريع، بصحبة نجلته حورية الفردوس الشهيدة عزيزة جليل غاوي حسن!
قال شاهد حق كتب الله له النجاة، بمعجزة كي ينقل حقيقة علاقة الأب وإبنته بالله:
–          “رحم الله الشهيد البطل.. المجاهد السعيد عبد الرزاق جليل غاوي، الرجل الذي تحدى مديرية الأمن العامة، بكل قساوة جبروتها؛ إذ كنت برفقته معتقلا في سجن الامن العامة، ساء ذكر، خلال العام 1980 ، في بغداد.. الله وحده.. جل وعلا، يعلم عظمة وبطولة هذا الشهيد، حشسرنا معه يوم القيامة”.
إنهم مؤمنون أقوى من قدرهم، برغم وهن الجسد، بينما صدام وأجهزته القمعية، ضعفاء متهافتون، برغم وفرة القوة المفرطة، التي لا يحدهم رادع عن إيقاعها بالأبرياء؛ لأنهم قالوا للباطل باطلا، وطالبوا بإحلال الحق حقا.
رحمة السلام، أشد بلاغا من قسوة الزيف.. هذا ما أثبته الشهيد عبد الرزاق وإينته عزيزة، اللذين نسأل الله قبول شفاعتهم بنا يوم يبير المجرمين، ويقتص للمظلوم من الظالم، ويرد جور المعتدين على حرمة طين الله، نكالا عليهم! انه لا يضيع أجر المحسنين، و… يمهل الظالمين ولا يهملهم في غيهم يعمهون.