20 ديسمبر، 2024 4:44 ص

الشهيد عباس التركماني/134

الشهيد عباس التركماني/134

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
إستشهاد أخوين إثنين للروزخون الحسيني ثابت الإيمان عباس فاضل صادق التركماني، رهنه بالحوزة العلمية، في النجف الأشرف، وثيق العرى؛ إذ صورةولد العام 1955، في كركوك- منطقة (تسعين) القديمة، وقد سبقه الى الشهادة، على يد أزلام النظام البعثي الجائر، أخواه أستاذ حسين فاضل.. الأب التربوي الذي أنشأ أجيالا صالحة، وعبد الأمير فاضل.. رحمهما الله وتقبل شفاعتهما بعياده يوم القيامة.
 
خطيب حوزوي
توجه الشهيد عباس التركماني، أوائل السبعينات؛ لطلب العلم في حوزة النجف العلمية، مواظبا بدأب على حضور دروس أساتذتها الشهيد السيد عز الدين القبانجي في النحو والشيخ محمد باقر الايرواني والسيد عبد العزيز الحكيم وآخرين، التزمه العلامة المرحوم السيد عبد الغني الاردبيلي.
أفاد من أجواء الحديث والخطابة الحوزوية، بين الأساتذة والطلبة؛ ليعمل مبلغاً وخطيباً حسينياً في (تسعين) وعموم كركوك.
عني بما يدور في العالم الإسلامي، من خلال متابعته للأخبار، ناشرا أفكاره في الصحف والمجلات، وخاصة “العربي” الكويتية.
 
شيه ضال
إمتاز الشهيد بالصلابة والوعي في دينه، مفكراً بمصير الأمة، حاملا هموم الشباب؛ لذا إعتقل العام 1974، في مديرية أمن النجف؛ لإشتراكه في مراسيم دفن الشهيدين السيدين عماد الدين الطباطبائي والقبانجي، في مقبرة (وادي السلام) ماكثا في المعتقل خمسة عشر يوما، تحت التعذيب.
نظم جهده الإيماني، في النضال الإسلامي الحنيف، مجاهدا بطراز فائق الإلتزام، من خلال عمل هادف ومدروس، كعضو منتم لحزب (الدعوة الإسلامية) يصفّ الشباب تراصا، في سبيل المطالبة المنهجية بحريتهم، وتوضيح الرؤية التي ضببها العمل البعثي المخرب للوعي الإنساني، منشطا للفساد.. مخضعا مواطنيه لعبودية الغرائز.. بئس الإهتمامات يفتعلها للشباب؛ كي يتيهوا عن طريق الصواب، شائهين في فضاءات الضلال.
 
جثة غائبة
قبض عليه واعتقل في مديرية الأمن العامة، بعد اشتراكه في انتفاضة رجب، العام 1399هـ، مواجها أسليبهم بصلابة، ولم يبال بتهديدات الطاغية.
جرت التحقيقات معه، مرتديا ثوباً ابيضَ ملطخاً بالدماءِ؛ إثر التعذيب الوحشي، وغاب بعد الاستجواب ولم يعلم ذووه شيئا عن مصيره، مجبرين على الإكتفاء بورقة (وفاة) تسلموها من السلطة الجائرة.. بحسب نجله الشيخ علاء، الذي قال: “كتب في ورقة الوفاة الصادرة من الطب العدلي، يوم 5 تموز 1979، أنه أعدم رمياً بالرصاص، إلا أننا لم نتسلم الجثة”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات