23 أبريل، 2024 10:08 م
Search
Close this search box.

الشهيد سهل الزيدي/176

Facebook
Twitter
LinkedIn

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
تفوق الشهيد سهل نحش حامي محيسن الزيدي، على صغر سنه.. دينيا ودراسيا وإجتماعيا، بإتخاذه الموقف الايماني المتجلي وطنيا، من خلال إنتمائه لحزب “الدعوة” موطدا العزم على العمل ضد أركان الظلم؛ لزعزعتها، وكشف الغمة عن أمة العرب المسلمين في العراق.
حينها كان الشهيد الزيدي، ما يزال طالبا في المرحلة الثانية، من كلية الهندسة، في جامعة بغداد، التي قبل فيها، بعد تخرجه، بمعدل عالٍ، في إعدادية “الثورة” الواقعة.. حينها.. في قطاع 37 نهاية “الجوادر” في “الثورة – مدينة الصدر حاليا”.. والتي تحول إسمها الى إعدادية “ثورة الحسين” بعد سقوط الطاغية المقبور صدام حسين.. في 9 نيسان 2003، منتقلة الى قطاع 45.
الشهيد سهل، إنموذج مثالي تتجلى فيه شخصية الطالب المجتهد.. المواظب على دينه ودنياه، بجد منقطع النظير، محرزاً إحتراما يفوق صغر سنه، بين الناس، مشفوعا بنتائج دراسية أحلته بإنتظام، في الهندسة، محتفظا بتوقير أساتذته وزملائه وعموم الناس، حيثما حل وإرتحل.
سهل لم يتغاضَ عن شأن ما في كل امور الحياة، متساميا على غضاضة عمره، بقوة عقله ورصانة شخصيته، يستوفي متطلبات الدراسة، ثم يتوجه لمساعدة والده.. الذي ما زال حيا يرزق، متفاخرا بنجله الشهيد، إذ أن نحش حامي محيسن، صاحب محل لبيع الكهربائيات، قرب خياطة “جميل” مقابل إستديو “مصور الايمان – ابو سهى حاليا”.
أقدم جلاوزة أمن صدام، على إعدام الشهيد سهل الزيدي، في العام 1982 شنقاً؛ بإعتبار إنتمائه المشرف، لحزب “الدعوة” جريمة!
عمل سهل في حزب “الدعوة” واضعا نصب عينيه تحرير شعب العراق من مخالب الطاغية، ريثما يسفر ظلام الديكتاتورية عن فجر وضاء يتوهج بالحرية والتفاؤل والامل.
لم تكتفِ الاحكام العرفية الفظيعة لصدام، بإعدام من يعتبره خارجا عليه، إنما طال بظلمه أخوين لسهل.. أصغر منه سنا، هما حسين ورحيم نحش.. من دون حتى إنتماء لـ “الدعوة” إنما فقط لأنهما شقيقا سهل.
إذ أن الطاغية المقبور صدام صدام، لا يبالي ببيت يفقد أبناءً ثلاثة، في زهرة شبابهم؛ طالما في ذلك تدعيم لعرش طغيانه، الذي تهاوى.. “إن أوهى البيوت لبيت العنكبوت”.
رحم الله الاخوين حسين ورحيم، اللذين أعدما تبعا لشقيقهما سهل، بحيث لم يطل إنتظاره إياهم في الجنة؛ إذ إلتحقا به في رياض النعيم، ينتظمون معا، بين يدي رب رحيم.
“لقد رأى من آيات ربه الكبرى، أرأيتم اللاة والعزى”.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب