23 ديسمبر، 2024 9:15 ص

الشهيد سمير غلام.. بطل المستنصرية/171

الشهيد سمير غلام.. بطل المستنصرية/171

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
حقد نظام الطاغية المقبور صدام حسين، على الفيليين؛ تفجر من شرارة سمير نور علي؛ لأنهم شيعة وكرد.. العدوين اللدودين لظلمه.
سمير أجبر الديكتاتور على الإفصاح عن حقده، عائدا الى التهجير القسري واسقاط الجنسيه العراقية عن مئات الالاف من الفيليين؛ إذ شكل الشرارة التي اشعلت فتيل الحرب العراقية – الايرانية، تلك التي أحرقت الاخضر واليابس.
فيزياء

نور علي كان في المرحلة الثالثة، من قسم الفيزياء، عند استشهاده يوم عملية المستنصرية، التي إفتعلها النظام؛ لتبرير الحرب على إيران؛ إستجابة لأوامر من دول عظمى مستفيدة!

إتهم سمير بمحاولة إغتيال الوزير طارق حنا عزيز، فإعتقل هو وأفراد عائلته البالغة خمس عشرة نسمة، من بيتهم الكائن في شارع فلسطين / ساحة بيروت.. كل ما في العائلة.. شيوخا ونساءً واطفالاً، صودرت أموالهم المنقولة وغير المنقولة.

أطلقوا سراح والدته مع اربع من بناتها الست في الارض الحرام بين الجيش العراقي والايراني وغادروا أرض الوطن حفاة عراة والباقون أعدموا، وبضمنهم طفلين.. وسام 8 سنوات وأمير 10 سنوات.

 

ليل

داهمت قوات الأمن منزل الشهيد احمد شكر رحيم.. صهر سمير، الذي تزوج من أخته سعدية نور علي، ورزق منها بطفلين هما: وسن وعلي، ليلا.. وإعتقلت الاب والام وبقي الطفلان وحدهما في وحشة الدار الخالية.. لايعرفان اين يتجهان حتي امتدت لهما يد الخير من الجيران الغياري وبعد ان يئس الجار، ولخوفه من البعثيين، سلمهما الى دار الايتام، وبعد سنوات قضتها امهما في غياهب السجون، رحلوها الي ايران، من دون ان تعرف شيئا عن نجليها، أما احمد فأعدم، وبقي الطفلان في دار الايتام حتي تبنتهما عائلتان مقتدرتان فسمي الولد علاء فؤاد عبد الغني وأخته وسن ضياء هاشم، وخبأوهما، ريثما إنفرجت غمة صدام، بزوال كابوسه الجاثم على صدور العراقيين، يوم 9 نيسان 2016، وعودة الأقارب، الذين عرفوا مكان إقامتهما، وإلتم شملهم مع امهما بعد 24 عاما.

والقصة ذاتها تكررت مع علا عبدالستار، بنت أخته الثانية سميرة، تبلغ من العمر سنتين عندما داهمتهم السلطات البعثية، واعتقلت الوالدين، فبقيت الطفلة عند الجيران؛ إذ قضت أمها سنوات في السجن، هجرت بعدها الى إيران، وكبرت علا.. شابة وبعد السقوط التقت الام بابنتها.