23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

الشهيد زامل حسن/117

الشهيد زامل حسن/117

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
يكفي الإيمان بالله رفعة، ان يدعيه، حتى من لا يتخذ سبيله منهج حياة له؛ إذ يرائي الطاغية المقبور صدام حسين، بإدعاء التدين؛ قائدا حملة إيمانية مفتراة، لإستعراض ولاء إسلامي يبرأ منه المؤمنون لله ورسوله؛ جراء ما ذاق الشعب من قسوة فظيعة، لا تمت لرحمة الاسلام بصلة، على يدي قائد الكفر كله، وهو ينادي بالإيمان.
فالإسلام يقضي بألا تزر وازرة وزر أخرى، لكن صدام حسين، يعاقب ذوي معارضيه.. يلوي أذرعهم بما تطاله يداه الآثمتان؛ إذ اقدم على إعدام الشهيد زامل حسن حداد خضير، العام 1999، لإشتراك نجله بمحاولة إغتيال عدي صدام حسين!
تنكر صدام لمقومات الرجولة، طيلة حكمه، إعتزازا منه بدعة الكرسي ورفاه السلطة وجبروت الهيمنة، متخذا من تلك القيم المثلى مطية هوجاء لتمرير خروقاته الأخلاقية والانسانية والدستورية.
بل فعل أباطيل يندى لها جبين الفرسان!
 
إفك
أين الأسلام مما يأفك الطاغية، الذي يعيث فسادا بقدر أناس لا حول لهم ولا قوة! يصلون ليلهم بالنهار، منتظرين رحمة الفرج الرباني ينقذهم من مخالب الموت المشرعن بإسم دولة عسكرية، يسوسها مجرمون!
لا حرفة يمتهنها الشهيد زامل، سوى انه يعمل كاسبا، في حي “الاصلاح” بمحافظة ذي قار، التي ولد فيها العام 1965، ملاقيا ربه وله من العمر أربعة وثلاثين عاما فقط.
نهر الفرات شاهد على (شقاوة) الولد البريء، وهو يدجن غرائز الملاك المرفة بجناحين من ذهب أثيري و… فضة الفضاء، الا ان ظروف حياته، لم تدع له مساحة واسعة الأفق، لحث الخطى سيرا على مديات التعليم، الذي إكتفى منه بالدراسة الإعدادية.
إكتفاء الشهيد بحد معقول من الدراسة، وليد مجزرة السلطة البعثية، التي قيدت شابا الثمانينيات، بإفتعال أسباب الرسوب في المدارس؛ كي تسوقهم حطبا لحرب صدام ضد أيران!
لكنه واجه الحياة، بمحدودية التعليم، يخترق الخط الفاصل بسعة التثقيف الذاتي الممنهج، ناجحا في أداء واجباته الاجتماعية، نحو المحيط العام، موفقا في إلتزاماته التربوية؛ إذ أنشأ ولدا ذا جرأة ما زال العراقيون كافة، يفتخرون بها، حين أقدم على المشاركة بضرب عدي نجل الطاغية!
 
المتنبي
“أي عظيم أتقي وأي… وكل ما خلق الله وما لم يخلق.. محتقر في همتي.. كشعرة في مفرقي” وقد أثبت إبن زامل صحة إنطباق شعر المتنبي عليه، بإندفاعه التأملي نحو إطلاق النار على عدي، في ساحة “الرواد” بالمنصور!
ولأننا متفقون على ان عقوبات صدام حسين تنكيلا بالعراقيين، تبدأ بالإعدام ولا تنتهِ به؛ فإن مضايقات وضيعة تخلو من رفعة الرجال، ظلت أجهزة القمع الصدامية، تطارد بها عائلة الشهيد زامل حسن، ريثما كف الله شره عن العباد، بسقوط صنمه العام 2003؛ مزيلا غمة الجور عن امة السلام، فتبارك خير المنتقمين.. الله ربنا.. عليه توكلنا واليه ننيب.