19 ديسمبر، 2024 10:50 م

وصف الله جل شأنه في مواطن عدة في كتابة المقدس ، فئة ممن بذلوا الغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمته سبحانه وتعالى ، وإعطائهم أفضل الدرجات و أحسنها دنيا و أخرة ،فلهذا الطريق رجاله وقادته،الشهادة عنوان للأبطال ومنبع للخلود.
و من بين من شقوا طريق الحرية ليعلوا صوتهم ويصدح بالحق عاليا، ذاك الأسد النجفي العلوي ،الذي ولد من رحم الحوزة وقيادة الأمة ،لكمل مسيرة الخلود التي خطتها أيادي الأئمة الأطهار من قبلة، أنه محمد باقر الحكيم.
كما هي سيرته أجداده الأطهار قارع الظلم والفساد، ليكون السند و العضد المدافع عن هذه الأمة.
لازال خطابه وهو يزور أحد معسكرات التدريب الجهادي، وهو يشحذ الهمم ويعطي الدروس، وكأنه يحاكي ليلة العاشر من محرم الحرام، حينما وقف الحسين عليه السلام خطابا،في أصحابه ” هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا”،
و كأنه يطلب من المجاهدين ويقول لهم قفوا و أصبروا فأن لكم منزلة كما هي لأصحاب الحسين ، ومن لم يتحمل ظروف الجهاد فليخرج من صفوفنا، فإن طريقنا طويل وأمامنا الصعاب تلو الصعاب ، نعم قد صدقت أيها الشهيد فإن الطريق لازال طويل، وأن رجالك قد ساروا وانتهجوا من معينك واغترفوا من فيضك.
كنت الأقوى والأتقى والأعلم ،لذلك صدقك من كان مؤمن بك وبطريقك، وخالفك الحاسد والمبغض لا لشيء وإنما رأوا فيك مشروعا وفكرا واضحا في بناء الأمة والمجتمع ،وهذا حتما ما يتعارض مع أفكارهم البغيضة، لذلك اغتالوا أفكارك قبل أن يغتالوا جسد المبارك.
من مثلك وانت تعتلي منبر الحق في حضرة الحق أينما يدور ،في رحاب الأمير علي عليه السلام، وترتجز وتقول “انا أقبل أيادي المراجع العظام وإياديكم واحداً واحداً “، وفي موقع آخر وفي رحاب الأمير أيضا “يجب أن تشكل حكومة يشترك فيها الجميع ويجب أن تتوزع ثروات العراق على جميع العراقيين “، وأنت صانع مشروع الجماعة الصالحة في رؤيا بناء الأمة ، كيف لا يغتالوا فكرك وأنت كنت الأمل والكل يهتف ويرحب بك .
مثلك لم يمت ولم تغيب شمسه ولم يأفل قمره، لأن الأجساد هي فقط من تموت لا المبادئ ولا القيم والأفكار والرؤى فهي باقية ما بقي الدهر ،فأنت مدرسة كاملة وفكر نير ،فاليوم لو طبق ما أتيت به لأصبحنا في الصدارة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات