{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
صورةولد الشهيد حميد جاسم محمد الشروفي، في بغداد العام 1963، مترعرعا في الحلة.. تذوق طعم الباقلاء بالبطنج، مبكرا، تجري “حلاوية” في دمه.
عاش لدى بيت جده؛ بعد وفاة والده وهو في السادسة من عمره، وانتقلت العائلة إلى مدينة النجف الاشرف، ودخل المدرســة في الكوفة، مصادقا الشهداء عبد الجواد كاظم وداعه وقاسم كاظم وداعه والشهيد سليم الحممجي.
جمع شباب بل يافعون، نهضوا بالمســـــؤولية باكرا، متحسسين الوضع الحرج الذي تعانيه الامة الإســلامية والعراق بشكل خاص من تسلم البعث الكافر للسلطة.
حاربوا الفكر الصدامي المسموم وهم في مرحلة المتوســطة، يوزعون المناشـير والكتابات… بانت فاعليتهم المؤثرة بهشاشة أمن الطاغية المقبور صدام حسين، من الإرباك الذي عانته تشكيلاتهم الكافرة.
بدأ جلاوزة البعث بالتحري للكشف عن هذا التجمع؛ ولما عجزوا عن القبض عليهم، أطلقوا حملة تصفية مسعورة، بحق الشباب، بشكل عشوائي، طوت الكثيرين، وبينهم رفاقه عبد الجواد وسليم وقاسم؛ فابعد إلى متوسطة السياب ((الفراهيدي حاليا)) في قرية “أبو غرب” النائية عن الكوفة، ماكثا فيها قرابة السنتين وكان على اتصال بابن خالته آنذاك ضمن تنظيم حزب الدعوه في الحلة، محمد حسون سرهيد؛ للتواصل وبدأ مشوار آخر لتوعية الشباب وضرب قاعدة البعث ثقافيا ولم يخشى ويتلكأ بالرغم من ملاحقاتهم له في ظل وضع اجتماعي حرج؛ لأنه أخ لثلاثة أخوة صــغار، حتم عليه القدر إن يتحمل عبء تربيتهم، بشكل زاد من إصــراره على تحرير هذه الامة من تلك الغمة.
وبسبب قسوة الظروف وضغوط البعث أبعد قسرا ولم يكمل دراسته على الرغم من تميزه واجبر على الخدمة العســكرية وبدأ مشوار النضال الثاني بالرغم من المتابعة مما أدى إلى اعتقاله وإيداعه سـجن البصره حتى انتفاضة شـــعبان المباركة، إذ أطلق سـراحه من قبل المجاهدين ووصـل إلى داره في النجف ولم تندلع الانتفاضة في النجف آنذاك واشترك مع إخوانه لإسقاط قلاع البعث خلال الانتفاضة الشعبانية في النجف وذهب إلى الحلة مع أصحابه لقتال زمرة العفالقة شمال مدينة النجف الاشرف ((محافظه بابل)) واصطدم مع قوات الطاغية وأعتقلوه الى “المخازن” ومنها ضاع ذكره الجسدي، خالد البطولة في ذاكرة العراقيين، تلتصق روحه بذات الله في الجنة.. طبتم مقاما بما قدمتوه.. ولحد ألان لم يعثر على رفاته.