17 نوفمبر، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

الشهيد حسين الرضي.. سلام عادل/172

الشهيد حسين الرضي.. سلام عادل/172

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
أصوات موحشة يصدرها قصر النهاية، مظلما بسدوف ليل دائم لا فرجة ضوء في ديجوره، طوى روح الشهيد حسين أحمد الرضي، الذي يحمل “سلام عادل” إسما حركيا، يتخفى به عن أعين الحرس القومي، الذين إتخذهم حزب البعث مدية دم ينحر بها المناضلين الحقيقيين، العازمين على إنشاء عراق حضاري متين.

ولد سلام في النجف، عام 1922,  وتخرج في دار المعلمين الابتدائية.. بغداد 1943، موثقا علاقة لم يفلح التعذيب والتشرد، بفصم عراها؛ عن الحزب الشيوعي، حين عُين مدرساً في الديوانية عام 1944 حيث إنتظم في صفوف البلشفية.

مفتش باص

بلغ درجة عضو اللجنة المركزية في الديوانية، ولأنه حيوي النشاط.. متميز، كُشف إنتماؤه كشيوعي من قبل أجهزة الأمن الملكية؛ ففصل من التدريس العام 1946, وعمل مفتش باصات وفصل مرة أخرى، لتنظيمه إضراب لجباة ومفتشي الباصات، عائدا للتعليم، في مدرسة خاصة، وفصل فتفرغ محترفا العمل الحزبي براتب قدره ستة دنانير.

اعتقل في العام 1949؛ إثر تظاهرة وحُكم عليه بثلاث سنوات سجن فعلي في “نقرة السلمان” تلتها سنتان إقامة جبرية، خرج من السجن، مطلع 1953, وفي اليوم الأول لوصوله الرمادي، تنفيذا لحكم الإقامة الجبرية.

تزوج في الأنبار، من العضوة ثمينة ناجي يوسف.. وهربا مختفيين؛ فقرر الحزب إرساله إلى البصرة ليصبح مسؤولاً حزبياً في المنطقة الجنوبية.

أصدر بياناً باسم منطقة البصرة حول مجزرة 18/6/1953 التي إرتكبت بحق أعضاء الحزب في سجن بغداد.. شكل البيان إشهار بأن منظمة البصرة، عادت للنشاط بعد أن تعرضت لضربـة مؤلمة.

 

إياكم والمثلة

أعتقل يوم 19 شباط 1963، بعد إنقلاب البعث على الجمهورية العراقية، في 8 شباط 1963، متلقيا ابشع فظاعات التعذيب، على يد الحرس القومي الهمجيين.. شوّه جسده ولم يعد من السهل التعرف عليه وفقئت عيناه والدماء تنزف منهما ومن أذنيه ويتدلى اللحم من يديه المقطوعتين وكُسرت عظامه وقطعت بآلة جارحة عضلات ساقيه وأصابع يديه، مستشهدا يوم 6 آذار 1963 في قصر النهاية، الى جانب آلاف الشيوعيين والديمقراطيين والإسلاميين.

تسعة أشهر بحسب الوثائق، أصيب خلالها البعثيون بسعار أهوج، والغين بدم شعبهم، من دون ان ترتوي وحشيتهم!

من مؤلفات الشهيد سلام عادل “البرجوازية الوطنية في العراق” و”رد على مفاهيم برجوازية قومية وتصفوية” و”انتفاضة 1956 ومهامنا في الظرف الراهن” 1957و”الإصلاح الزراعي” 1961 و”وجهة نضالنا في الريف” 1962.

أحدث المقالات