8 أبريل، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

الشهيد حسن شحاته قتله العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت قبل اكثر من سنة مقالاً ضمنته هذه العبارة ” ان ما حصل في التغيير العراقي (امريكيا) من تداعيات وانعكاسات على المخاوف العربية من التأثير العقائدي على شعوب المنطقة خلال ثلاث سنوات فاق ما حصل من تأثيرات الثورة الاسلامية (ايرانيا) على المنطقة خلال ثلاثين عاما”
وهذا الكلام له ما يدعمه ويوثقه وهو ليس استهانة بالثورة الاسلامية وتقليلاً من شأنها كما انه ليس تهويلاً من التغيير في العراق وتضخيماً لدوره ولكن طبائع العراق واللغة والقومية والموقع والتأثير العربي العراقي على ثقافة المنطقة عقائدياً كان سبباً في هذه المخاوف التي حشدت لها مليارات من الدولارات السعودية والقطرية لتبديد هذه المخاوف من التأثيرات العراقية على المنطقة.
تطويق عدوى الثورة الاسلامية الايرانية وايقاف انتشارها على المنطقة يمكن السيطرة عليه عربياً بوسائل عديدة منها المبالغة من مقولة تصدير الثورة الاسلامية للمنطقة واعلان الحرب البعثية ضد الجمهورية الاسلامية لترميم التصدع الحاصل في جدار المنطقة ( البوابة الشرقية) بعد الزلزال الخميني العاصف والتي كان وقودها العراقيين والايرانيين في حرب استنزافية تدميرية للقدرات التسليحية والبشرية العراقية والايرانية دامت ثماني سنوات (1980-1988).
لم يطلق الملك عبد الله الاردني تحذيراته من الهلال الشيعي بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران مثلما اعلنه بعد التغيير العراقي سنة 2003 كما لم يعلن الملك فهد او عبد الله السعودي مخاوفه من الثورة الاسلامية ودعم الشاه الايراني اثناء الثورة الاسلامية كما حصل من تحذيرات وتدخلات سعودية في انتفاضة شعبان 1991 عندما اعلنت اكثر من 14 محافظة انتفاضتها على الطاغية صدام ، كما لم تبد مصر العربية والازهر اللاشريف مخاوفهما من انتشار التشيع بعد انتصار الثورة الاسلامية مثلما حصل بعد التغيير العراقي.
والتحشيد العربي للاهاربيين وتدريبهم في عواصم عربية دفعت ثمن دعمها لهم فيما بعد ومحاولة تفخيخ العراق واحداث فتنة طائفية لم يتأكد ويتجسد بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران بل تبلور بعد التغيير العراقي في التاسع من نيسان 2003 رغم ان صدام كان منهكماً في تصدير الازمات والحروب الى دول المنطقة ومخابراته تعبث بتلك العواصم التي وقفت مع الارهاب في العراق.
من هنا ندرك جيداً اهمية التغيير في العراق وان جرى بالسيناريو الذي شاهده وشهده العالم كله وهو التدخل العسكري الخارجي في عملية التغيير.
تكالبت على العراق كل قوى الشر والارهاب والجريمة يدفعها البغض الشديد لاتباع اهل البيت في العراق والحقد الدفين على المنهج العلوي الوضاء.
ولو كان اعداؤنا من السلفية والوهابية يمتلكون الحجج القوية والبراهين السديدة لدحض عقائدنا لما لجأو الى ابتكار اساليب التفخيخ والابادة والقتل على الهوية ولو كان يمتلكون الحجج الدامغة والادلة المفحمة لنسف عقيدتنا لما اختاروا طريق الابادة الجماعية والقتل على الهوية.
وما حصل في العراق منذ التغيير من قتل وابادة جماعية وتفخيخ يومي لاستهداف اهل العراق ما هو الا رد فعل من التغيير في العراق ومحاولة اجهاض المشروع التغييري في العراق وهو يكشف الحقد الاعمى لهذه الجماعات من احفاد يزيد والخوارج على اتباع اهل البيت.
وليس غريباً ان يقتل المفكر المصري الشيخ حسن شحاته بهذه الطريقة البشعة ويتبادل اخوان المسلمين التهاني والتبريكات بمقلته وسحله في شوارع الجيزة وهو يدفع ثمن انتمائه المذهبي كما يدفع اتباع اهل البيت ثمن هذا الانتماء يومياً في العراق.
الشهيد السعيد حسن شحاته لم يكن الاول من علماء مصر من المستبصرين وليس الاخير ولكن الحقد الاموي المنظم ضد اتباع اهل البيت من ذوي اللسان العربي هو الذي دفع كلاب الطائفية وذئاب الوهابية من قتله وسحله في شوارع قرية ابو مسلم في الجيزة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب