7 أبريل، 2024 8:46 م
Search
Close this search box.

الشهيد بحبوح والغيرة العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

بحبوح أسمه الاصلي (علي) شاب عراقي  عمره 22 سنة من عائلة فقيرة تسكن في نصف دار ايجار في مدينة الصدر ، مشروع خدمات مجانية متنقل  ، فهو يساعد الناس في كل شيء يستطيع فعله ، يدفع العربة لحمل الحصة الغذائية أو النفط والغاز للنساء ، وعامل بناء لمساعدة أصدقائه وجيرانه ، حتى الذين لا يعرفونه يكلفوه بالعمل فحتما سيقول بالخدمة ، فهو يقدم خدماته في الاعراس والعزاء وفي البناء وفك الشجار بنفس الهمة والحيوية  ، تنبأ  أبيه بان يستشهد في احد التفجيرات ، أتعرفون لماذا ؟ ففي كل انفجار قريب منه يهرول راكضا ، ملبي نداء غيرته التي لا تعرف الخوف ، لمساعدة الجرحى  وانتشالهم من لهيب النار وشظايا ألغدر ، أبيه يقول انه لا يستطيع السيطرة على غيرته فيذهب مهووس الى مكان الحادث  ، الكثير من الناس يعتبرونه صاحب فضل عليهم فكم مرة انقذهم وساهم في  بقاءهم احياء  .
كيف استشهد بحبوح ، عند رؤيته الدخان الذي غطى سماء المدينة بسبب انفجار إرهابي في احد سرادق (فاتحة) المدينة ،  ذهب مسرعا بملابس العمل (عمالة) فطوى المسافة ولم تسمح له غيرته بتذكر وصايا الوالدين له “احذر من الانفجار الثاني ” أو توسل زوجته وجيرانه له بالبقاء في البيت ، ألا انه في هذه المرة لم يعانق الجرحى ، فقد أحتضنه الانفجار الثاني في نفس المكان بناره وحديده الغادر ، فكان الموت بشرف ، مع غصة الفقدان ، وحسرة الفراق ، وذهول الوالدين  وانكسار ظهرهم ، وبكاء اصدقائه .
كان الشهيد البطل يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش لعائلته ، وعند حصول على يسير من المال يحمله ويقدمه الى امه ، وهي تعطيه جزء من المال ، كان خير عون للجميع ، فهل نحن عون له  بعد استشهاده ، في حديث سابق معه قلت لو كان لبعض المسئولين العاملين في البلد  غيرتك هذه لخدمة الوطن لكان العراق بوضع أخر ، هل الغيرة حل لحفظ وإنقاذ العراقيين  ، أعتقد انها  قد تكون حل جزئي ، لكن في بعض اوقاتها تكون ممر للموت ويستغلها العدو ويقتل الابرياء  ،  ما هو الحل أن فشلت القوات الامنية بحفظ الامن ، أعتقد انه لا مفر من تكوين لجان شعبية لحماية المناطق المتعرض للهجوم ، وأخيرا تربعت غيرة الشهيد بحبوح الجنة وعينها على خدمة العراقيين  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب