23 ديسمبر، 2024 12:19 م

في اول ايام عيد رمضان المبارك قرأت يافطة معلقة على مدخل احدى مدن الفرات الاوسط مكتوب عليها تعنى ” عشائر …  ؟ ابنها الشهيد المفقود …. ؟ الذي استشهد في معارك  خاضها الجيش العراقي في منطقة جرف الصخر.

 الموضع لايخلوا من الاثارة ويحتاج الى وقفة وتأمل من جهة ان الشهيد المفقود قد قضى بنيران عراقية من مواطنيين او ارهابين او قتله يحملون السلاح للاطاحة بالنظام السياسي العراقي وتبديل النظام وتشكيل دولة عراقية وقيادات بنمط جديد يتفق مع افكارهم.

الوقفة الثانية تكمن في ان القوات الامنية لم تستطع اخلاء جثة الشهيد وتركته في العراء مما اثار غضب ذوي الشهيد الذين تجمعوا في مركز مدينتهم مطالبين الدولة بجلب جسد ابنهم الذي قضى دفاعا عن العقيدة وللاسهام بمنع المتطرفين من التمدد بأتجاه مدينة المسيب وغيرها.

الوقفة الثالثة وبحسب مايقولة المختصين ان الذين يفجرون انفسهم لابد من ان عقيدة ما ملكت عقولهم وسيطرت عليهم الى المستوى الذي جعلهم يفجرون انفسهم امام القطعات العسكرية او في الشوارع  بين الابرياء بغض النظر على فساد عقيدهم او صلاحها مع الاشارة هنا انه لا عقيدة صالحة ينتج عنها قتل الاطفال وتفجير ممتلكات الدولة وتهجير الاقليات الاخرى من اماكن سكناهم والاستيلاء على مقتنياتهم ،

وعلى وفق هذا فلابد من البحث عن حلول اخرى لمعالجة هذا السلوك لدى الجماعات المسلحة في المناطق الغربية تختلف عن الاساليب التي تستخدما الحكومة في الوقت الحالي او التي استخدمتها في سنوات عمرها.

الوقفة الرابعة اننا نلحظ ان الجيش العراقي قد فقد اغلب حواضنه في المناطق الغربية ولم يعد هناك من السكان من يرغب به وحين تسأل مواطن معتدل فكريا عن سبب ذلك  ، يقول لك انه يفضل هذه الجماعات على افراد الجيش العراقي ، ويعود ذلك بحسب قولهم  الى الاتهام الجاهز الذي يصدره بعض القادة الامنيين والسياسين والذي يصف سكان المناطق الغربية بأنهم أما من ايتام صدام او ارهابين او عملاء للدول الجوار او غيرها من الاسباب الاخرى التي لم تشخص السبب الحقيقي.

نعم هناك من ايتام صدام وهناك من يحمل السلاح لاقامة نظام اسلامي على قواعد وقوانيين دولة ابو بكر البغدادي وهناك من يعتقد انهم اولى بقيادة الدولة واسباب اخرى يسوقها سكان هذه المناطق لكم مانسبة هولاء من الشعب الذي يسكن في تلك المناطق ؟ هل يشكلون  10% من السكان ام اكثر.

انا اجزم ان نسبتهم اليوم وفي هذه الظروف لاتعدوا نسبة الفقر في العراق ويأتي فشل المعالجات التي تقوم بها الدول وقساوة وفساد بعض قيادات الجيش في تعاملهم مع السكان وعدم اكثرات القيادات العليا في الحكومة للاصوات التي تصدر من ابناء هذه المناطق فضلا عن قناعة  تلك القيادات ان افضل الحلول هو الحسم العسكري.

 ونقطة جوهرية ان الحكومة لم تهتم او تدعم الاصوات المعتدلة والمقبولة من الشارع في تلك المناطق مما سهل لاصوات التطرف بالعلو والسيادة ولانريد ان نسرد هنا تلك المواقف التي تسببت في تمكين الاصوات غير المعتدلة من دفة الامور وتخلي صوت العقل من الوقوف خلف الدولة فضلا عن ان سلوك الجيش مع الناس وعدم افهام افراده  وتعليمهم على احترام معتقدات السكان واعرافهم .

وقد لا انسى كيف كان التأثير السلبي لتصرفات بعض اجهزة النظام السابق ايام زيارة عاشوراء حين تعمد هولاء باستخدام مكبرات صوت من سياراتهم وبث اغاني تتناقض تماما مع قدسية هذه المناسبة في نفوس محبي اهل البيت ، نعم ان السكان لم يفعلوا شيئا في حينها لكن ذاكرتهم اختزنت هذا التصرف وعدته تصرفا اهوجا طائفيا يكشف عن حقدا واضحا ضد معتقداتهم والحال نفسه الذي حدث ويحدث في المحافظات الغربية حين لم تكترث القيادات العسكرية بمعتقدات واعراف وتقاليد السكان حتى جاء الوقت المناسب الذي افقد الجيش والدولة الاشياء كلها في تلك المناطق.

نحتاج  اليوم الى وقفة سريعة لمعالجة الاسباب التي اوصلت البلد الى هذه الحال فانه محال ان يحكم البلد بعقلية واحدة او فكرا معينا او مذهبا محددا ودعوتي اجددها وادعو عقلاء هذا البلد الى اتخاذ القرار العاجل والسريع لانه في كل يوما يتأخر فيه الحل سنقرأ ونسمع عن  مزيد من شهداء مفقودين وبيوت مهدمة وثروة مبددة وبنى تحتية مدمرة وقد نشهد ثورة شعبية ضد هذا النظام في المناطق الشعية كما كانت اولى تلك البوادر في احدى مدن الفرات ومن جماعة يشهد لها الناس انها كانت من ضحايا النظام البائد والحكم لكم يامن تمسكون بمقاليد الامر .