15 أبريل، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

الشهيد الخطيب الحسيني عبد الزهرة التميمي/130

Facebook
Twitter
LinkedIn

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ولد العالم الجليل والخطيب الحسيني الفاضل الحاج الشهيد الشيخ عبد الزهرة، نجل الأديب الملا حامد ابن محسن التميمي العام 1944، في قضاء شط العرب، من توابع مدينة البصرة، التي نشأ وترعرع وتربى فيها.
أُسرة عريقة موالية لأهل البيت.. عليهم السلام؛ فوالده معروف برجاحة العقل والحرص على إحياء شعائر أبي عبد الله الحسين.. شاعراً له ديوان مخطوط.
نسل الشهيد عبد الزهرة، من جدّه المرحوم محسن التميمي، ذي الفضل القبلي، الذي تتضاعف به شعريته المكرسة لشهيد كربلاء؛ إذ أنه شيخ عام لبني تميم، متزعما أكثر من عشرين قبيلة سميت بعشائر آل محيسن نسبةً اليه، وما زالت تلك التسمية سارية الى يومنا هذا وخصوصاً في مناطق جنوب ايران.
 
هجرة
دخل المندرسة الإبتدائية، العام 1950/ مواصلا التعليم حتى إنهاء المتوسطة؛ إذ هاجر بعدها الى النجف الأشرف؛ ملتحقاً بمدرسة علوم أهل البيت.. عليهم السلام.. الحوزة العلمية الرشيدة، وذلك من خلال التشجيع والترغيب من العلامة المجاهد المرحوم السيد مير محمد القزويني رحمه الله.
زقته الحوزة علما على يد الفقيهين المجتهدين آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي وآية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سراهما) فضلاً عن حضوره عند العلماء الأجلاء :آية الله العظمى المرحوم السيد حسين نجل السيد محمد تقي بحر العلوم، وآية الله العظمى السيد كاظم الحائري، وسماحة حجة الاسلام الشيخ محمد مهدي الآصفي، والسيد محمد علي الحسيني الحائري.. طالبا فائق التميز.
 
الصدر
قربه الإمام الصدر منه؛ وجعله موضع ثقته ومحل إعتماده، في شؤون الحوزة والتبليغ وغيرهما، فأعده واحدا من أفاضل المدرسين فيها.
وكالة
أصبح وكيلا للشهيد الصدر في البصرة، العام 1974، فضلاً عن وكالته السابقة للسيد الخوئي .. ومع اشتداد الهجمة البعثية ضد الدين وأهله، وقف بشراسة يتصدى في الاوساط المثقفة.. بين اساتذة الجامعة وطلبتها؛ فراح مسجده في الزبير يغصّ بالمصلين من السنة والشيعة، مؤثرا في أوساط المؤمنين، من دون إكتراث بمضايقات أزلام الأمن وأساليبهم الوحشية.
 
تحريض
دعي مرات عدة لحضور مجالس البعثية ومحافلهم، التي كانت تعقد إحياءً لمناسباتهم، فلا يستجيب، بل يحرض الشباب بصورة مباشرة وغير مباشرة ضدهم، مؤكدا على عدم الحضور حد التحريم بإعتبار ذلك يعد تقوية لشوكة الظالم واستمراره.
 
جنازة
طلبت منه الصلاة على جنازة في المسجد فاعتذر؛ مصرحا بأن المتوفى بعثي! لذا وضع تحت مراقبة شديدة من قبل أجهزة أمن النظام الجائر.
 
كمين
فشلوا في إستقطابه، يائسين من إستمالته بالإغراءات التي قدموها له؛ فنصبوا كميناً له.. في واحدة من ليالي شهر رمضان المبارك، وبعد إنهائه صلاة المغرب والعشاء جماعة في المسجد، وبينما يتجه الى بيته ليتناول الإفطار، فوجئ بسيارة تابعة لجهاز الأمن في البصرة تنتظره.. نـزل منها جلاوزة الأمن بسرعة، أجبروه على الصعود بالقوة، يعتقلونه، ذاهبين به الى جهة، ظلت مجهولة منذ العام 1982، ولم يعرف مصيره إلا بعد ست سنين؛ إذ أُبلغ ذووه في العام 1988م من قبل مديرية أمن الزبير بأن الشيخ أعدم بعد سنة من اعتقاله.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب