لاشك ان مصطلح استخدام كلمة الشهيد في كل العالم ينحصر في كل من مات دفاعا عن الوطن ففي اغلب المدن الاسترالية تحتوي كل منها مقبرة خاصة للشهداء وقد كتب على باب دخولها
In memory –those who gave their lives for god, king & country
( في ذكرى هؤلاء الذين اعطوا حياتهم من اجل الله والملكة والوطن ) وهذه المقابر
بمثابة حديقة غناء يفوح عطر زهورها وتزغرد العصافير في سماءها وكانها قطعة من ارض الجنة من العالم الاخر في ارض الدنيا حتى انني كنت ارتداءها للترفيه والتسلية لا لغرض الموعظة والاتعاض …. ولكن نحن في العراق اعتدنا على اطلاق عنوان الشهيد في غير محله وكان الاولى بنا ان نطلقه على من دافع عن الوطن او عن بيضة الاسلام لا من امتهن السياسة وهلك في سبيلها ولذا لا يوجد مقياس ومعيار ثابت لمفهوم الشهيد فشهداء الامس يصبحون مجرمي اليوم ولهذا اصبح الشهيد مشروعا لتجارة سياسية ومكسب دعائي … الشهداء الحقيقيون هم من يستهدفهم الارهاب التكفيري الاعمى سواء كانوا عسكرين ام مدنين بالامس من ماتو غرقا او صعقوا بالكهرباء في بغداد نتيجة الامطار اومن ماتوا بسقوط منازلهم فوق رؤوسهم هم شهداء بالمعنى الشرعي ولكن هؤلاء لا تتعدى حقوقهم اكثر من لقب شهيد في حين غيرهم تخصص لهم رواتب وقطع اراضي ….. سنويا هيئة الحج والعمرة تخصص مقاعد للشهداء , الشهداء بالخصوص لا بالعموم شهداء الاحزاب والكتل السياسية ولكن هذه المقاعد تذهب الى ذويهم ولاكثر من فرد من نفس العائلة حتى ان بعضهم تنازع على الاسبقية في الذهاب للموسم الحالي او بعده , والسؤال هنا الم يكن الاولى ان يذهب احد من افراد عائلة الشهيد نيابة عنه ؟ لماذا يبخس حق الشهيد القانوني والشرعي ؟ هل الشهيد سقطت عنه فريضة الحج بالواجب ؟ واذا سقطت ولو هذا من المحال فهل يستكثر عليه اداء هذه الفريضة عنه بالاستحباب ؟ انا لحد معرفتي بعوائل الشهداء من الذين في منطقتي بل في محافظتي لم ارى احدا من ذويهم ذهب لاداء فريضة الحج عنهم مطلقا بل يذهبون لانفسهم… منطقيا منح امتيازات دينية لذوي الشهيد وليس له عينا ستكون على حساب باقي المواطنين الراغبين بالحج لكون الاعداد المسموح لتادية هذه الفريضة محدده وبذلك يكون اجراء هذا الفعل لا يتناسب مع احقاق الحق وتحقيق العدالة وهو وجه اخر من الفساد المقنع والمخفي , وكان الاولى بمؤسسة الشهداء ان تحترم دماء هؤلاء وان لا تخصص لذويهم هذه المقاعد بل تخصصها لهم ليذهب من ينوب عنهم من ذويهم بحجة الصيرورة ولكن هذا الاجراء لم ولن يحصل لان الاحزاب السياسية تريد الترويج للاصوات الانتخابية من الاحياء ولا يهمها الموتى حتى وان كانوا شهداء بسببها.