23 ديسمبر، 2024 8:01 م

الشهيد إحسان السيد سلمان/156

الشهيد إحسان السيد سلمان/156

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}

صاروخ “أرض – أرض” أطلقه الجيش على الشعب العراقي؛ بغية القضاء على المشاركين في إنتفاضة آذار 1991، هادفا الى إبادة العراقيين، من ورائها.

قطع الصاروخ في الفضاء الممتد بين تحصن الجيش وإنفلات المنتفضين، مسافة عمر الشهيد إحسان إحسان السيد سلمان، الذي لم يتخطَ السابعة عشرة من عمره.

 

جفلة

ولد في شارع “المدينة” بالنجف، العام 1973، سائرا على خط النور الواصل بين مسجد رسول الله.. صلى الله عليه وسلم، القدس.. والسماء السابعة، خلال جفلة سقوط الصاروخ، فوق شباب آذار يسوي أجسادهم الطاهرة بأديم ثرى العراق.

 

وعي خصب

يعمل الشهيد إحسان كاسبا، إذ لم تتح له تعقيدات ظروف العراق، في ظل سلطة البعثية، التزود من التحصيل الدراسي، بأكثر من المتوسطة، لكنه إستحصل من حكمة الحياة، تثقيفا ذاتيا، غرس بذوره الغضة في خصوبة الوعي المبكر، الذي طواه الـ “أرض – أرض” وهو يتوجه من الجيش الى المنتفضين.

يومها خلت شوارع النجف، وإنتشر الموت يزكم الحياة، بشاعة فظيعة، لم تنجُ بعدها عائلته من مطاردات مهووسة بالتنكيل، جاءت تصب حممها، نابعة من قبل التنظيم الحزبي للبعث المنحل وخلاياه الطاغية، مدعومة بأمن المحافظة ومتطوعي الشر.. شياطين ضيقوا الفلات بما رحبت من حول عائلة الشهيد، وعتمت أضواء قباب ضريح ابي الحسنين.. عليه السلام، وسطوع منائره بأعين الأبرياء!