18 ديسمبر، 2024 11:14 م

الشهيد إبراهيم خضير عجيل/152

الشهيد إبراهيم خضير عجيل/152

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
كاد الشهيد إبراهيم خضير عجيل، أن يفلت من طائلة قوى الإمن الصدامية المتجبرة، لولا خساسة مجهول متواطئ، وشى بمشاركته في إنتفاضة آذار 1991، التي قادتها قطاعات شعبية، غير منظمة، هاجت في أعقاب هزيمة الجيش العراقي، في غزوه المشين لدولة الكويت الشقيقة؛ الذي ما زال يعد تاريخيا، واحدة من حماقات الطاغية المقبور صدام حسين!

حروب وجوع وإعتقالات وخدمة عسكرية مؤبدة؛ أسفرت عن إنتفاضة حملت مقومات الثورة الحقيقية، بمعنى الكلمة.. حرفيا.

 

تحولات جهنمية

عاش إبراهيم واحداً وعشرين عاما، تلاحقت على هامته ظروف صعبة، متوالية الأسى،…  قضي عمرا في أمل حلم يقظة لم يرَ تحققه؛ إذ إستشهد في العام 1991 وسقطت سلطة الطاغية المقبور صدام حسين، في 9 نيسان 2003.

الشهيد عجيل.. تولد العام 1969.. تزوج، ولم يتخطَ الدراسة الإعدادية، مواصلا نسج خيوط حياته، مقارعا المحيط الملتبس من حوله… ومن حول العراقيين كافة… لكنه حرص على ألا يفرط بما حباه الرب من نعمة الصحة ودفء العافية الوثابة؛ كي يحقق ذاته، التي لم يمهله جبروت صدام أكثر من 21 عاما؛ كي تتبلور جيدا.

إرتهن مصير الشعب، بأخطاء (القائد الضرورة!؟) فراح عشرات الإلوف ضحايا.. مباشرة و(سفاح) غير مباشر؛ جراء صلفه الذي أودى بمقدرات بلد كامل.. حاضرا ومستقبلا؛ إذ كبله بعقوبات ما زلنا ندفع ثمن تبعاتها مالا ودما…

 

إذا تولى لا يعف

شارك الشهيد إبراهيم في الإنتفاضة بفاعلية مؤثرة، دارت رحاها بين شعب جسور ينشد الحياة، أعزل إلا من الإيمان بالحرية، وقف بالضد من قوات مهزومة، يقودها جهلة جبناء مستقوون بالأسلحة الفتاكة وضعف الشعب، فتعاملوا بخسة مع ما طالته أيديهم؛ لأن الجبان إذا تولى لا يعف.

غفلت عن إبراهيم، عين العسكر.. لواء الحرس الجمهوري وتنظيمات البعث العائدة مع مقدم الجيش، بعد ان هربت من إنتقام المنتفضين! وقوات أمنية متنوعة متعددة، ظهرت من بين أرجل الشعب ومن خلفه ومن حيث لا يحتسب!

لكنه لم ينجُ؛ إذ تبرع متطوع لتأجيج نيران جهنم، التي تفغر فاها؛ تطلب وقوداً؛ لرفع تقرير به، اعاده من مخالب الحياة اليومية، الى فضاءات الجنة.. وارفة الظلال؛ إذ تلقى رجال الأمن ما كتب بشأنه فرحين وهم يطوون عمرا شابا، بالملاحقة والإعتقال، ليعدم من دون محاكمة، مخلفا لذويه مضايقات سلطوية مؤلمة، دمرت حياتهم، منغصة العيش ومضيقة فسحة الأمل.. مرة بإستدعاء للأمن العامة، وإسبوعيا للفرقة الحزبية، حتى كره أهله يوم ولدوا ويوم إستشهد إبراهيم ويوم قيض لصدام وحزب البعث إستعادة السلطة، بعد إنتفاضة شعبية ثائرة، ما زال شواظ لهيبها يحرق الشعب وظل صدام منيعا منها، حتى حاق به مصيره المحتوم يوم 9 نيسان 2003، قُبِرَ الطاغية ونجا الشعب.