14 أبريل، 2024 3:26 ص
Search
Close this search box.

الشهيد إبراهيم الفندي/154v

Facebook
Twitter
LinkedIn

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
فرحا بإحتضان العالم.. أمميا؛ إنضم المعلم البلشفي الأصيل إبراهيم مجيد حساني احمد الفندي، الى الحزب الشيوعي العراقي، ظنا أكيدا من أنه سيسهم بنهضة يسارية جادة، تقوم مجتمعا سرقه ضلال الثورات العسكرية الهوجاء؛ فتاه عن جادة الحضارة؛ مقتربا من همجية الحرب المفتوحة على كل الإحتمالات، وهذا ما أثبتته الوقائع، في ما بعد.. تواليا في المعارك والإعتقالات والحصار والإرهاب، من الداخل والخارج.
الشهيد الفندي.. تولد العام 1938، تعمق في شؤون الحزب، بالغا مدى لم يعد يخفى على أعين الأمن العامة؛ فإنتشله وشاتها، من مسكنه، في حي الأمين ببغداد، الى مطامر ظلمات الإعتقال، رهين جبروتهم؛ الذي يهدف حزب البعث المنحل، من ورائه الى تكبيل الحركات التحررية الجادة؛ ليعيث فسادا في البلاد، وهو ما حصل بالنتيجة! مع الأسف.
تصرم عمر متلاحق السنوات، على إبراهيم، وهو مختف في غيابات سدف ظلام الأمن العامة، لا يعرف ذووه إن كان حيا أم شهيدا.. يرزق رضا الرب والتاريخ والذكر الطيب.. دائما، في الدنيا والآخرة.
لم ينظر للتحقيقات الجارية، من خلف المكاتب الوثيرة، بإحترام، إنما إزدرى المحققين؛ باعثا فيهم غيظ حنق هستيري جعله الأقوى وهو سجينهم؛ ما أثبت أن العقيدة الخيرة، أبقى من البطش الوظيفي المبرمج لخدمة الباطل، وأبلغ منه تأثيرا.
وبعد طول إنتظار للمنية، واجهها بشجاعة؛ إذ أعدم في العام 1979، مخلفا زوجة وأولاداً وعائلة تصبو لمجيء الأب.. وتلاميذ يفتحون تلافيف ادمغتهم إصغاءً لبذور المعرفة، التي يغرسها في عقولهم بدراية تربوية مسؤولة، خلقت زرافات من عباقرة فكر واعٍ حملوا عنه مبادئ الحق والحضارة والسلامن وقد مكنهم من كيفية ترجمتها الى أفعال إجتماعية، في ظل هيمنة البعث التي تعذر معها العمل بإتجاه الإصلاح الوطني.. فسادا حتى سقط سيفهم عن الإناق مدحورين، في 9 نيسان 2003 !
فالشهيد إبراهيم، يحمل شهادة دبلوم في التربية وعلم النفس، وظفها بذكاء فائق الحدة؛ لنشر ثقافة السلام، وتأطير آليات تداولها، في محيطيه.. الإجتماعي والتربوي، اللذين يلتقيان بالنتيجة، فهو معلم لأبناء جلدته؛ منشئاً جيلاً واعيَ، يترسم قدره برغم عنت الطاغية المقبور صدام حسين، الذي جثى كابوسه على الشعب العراقي، رئيسا في العام 1980، أي بعد شهور من إعدام إبراهيم.
برغم موته، ظل قاوم صدام، وهو في القبر، من خلال تلاميذه الذين حملوا الفكر مزدهرا بهم، وترجموه الى بطولات أقلقت البعث، وهزت عرشه القائم على جماجم الأبرياء.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب