22 نوفمبر، 2024 9:58 م
Search
Close this search box.

الشهيد أحمد علي/150

الشهيد أحمد علي/150

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}

ورد في محكم التنزيل: “وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم” آية إختص بها الرحمن رسولع عيسى بن مريم.. عليه السلام، لكنها تحمل حقيقة مشاعر الشهداء، وهم يربطون الى اعمدة نصبها الجيش لإعدام الشعب، بعد إحباط إنتفاضة آذار 1991، من قبل القوات المسلحة، التي جانبت الحق إنتماءً للباطل!

ومن بين من خجل رصاص بنادق الجنود عند إختراق جسده، الشهيد أحمد علي حسين مهدي، الذي ولد العام 1964 في مدينة “الثورة – الصدر حاليا” نشأ وترعرع معفرا بطيب ترابها العذب، متآلفا مع قدره، مؤمنا بذات الله وكتاب دينه الحنيف ورسوله وآل البيت.. منهجا سلوكيا يحثه على ترجمة الوعي الى فعل!

بهذا المستوى من التماهي مع إرادة المسلم الحقيقي، إندفع الشهيد مهدي نحو الخلود، الذي عده المحيطون بعائلته، تهورا في هاوية التهلكة، و… “كل نفس بما كسبت رهين” ثمة من كسبوا طول سلامة في دنيا فانية، وإختار أحمد دار البقاء، شهيدا وشاهدا على جور الطاغية والبعث وقوات الأمن والجيش الذي هرب أمام الإئتلاف الدولي، ليستأسد على وهن شعب حطمته الحروب وهار جرفه جوعا في وهدة الفقر؛ جراء تخبطات صدام!

 

“يا حبذا ريح الصبا”

لم يعش أحمد علي حسين مهدي طفولة وصبا ويافعة ومراهقة وشبابا؛ إنما تداخلت المراحل العمرية عنده؛ نتيجة للثقافة المبكرة التي ألزمته بإتخاذ موقف ضد الطاغية، دفع في سبيله الحياة.. بقضها و… ثمنا لشراء مرضاة الله تعالى.

تكورت أعمار المولودين في مدينة الغبار والنقمة السياسية.. الثورة – الصدر” فلم يفقهوا من الولادة، غير موت لم يستعدوا له جيدا، الأمر الذي إنحاز بأحمد للهدى؛ يصوم إلتزاما ويصلي قناعة تشق صخر المحراب بإتجاه القبلة، مستنيرة بضوء الكعبة، التي تعرج بروح السجدة الى الرب.

 

“فاقد الشيء لا يعطيه”

طوقته ضباع الجيش المستليثة، تلقي القبض عليه؛ جراء مواجهته لهم.. فردا بشجاعة جيوش منتظمة الصف! لأنه غير مقيد بحرصهم على الحياة ورضى الطاغية؛ اللذين عدهما قطرة في بحر رحمة الله الوارفة؛ لذا جابه بشراسة لم تعهدها بغداد، من قبل أيما ثائر سبقه الى تعرية نظام الكفر الذي يسوس مرافئ بلد طاهر بعصا نجسة.

بعد تحقيق ومحاكمة، مثل لهو الأطفال “بيت أبو بيوت” و”عظيم الضايع” و”توكي” البنات او “شطارط” الأولاد، أعدم رميا بالرصاص، في ساحة مكشوفة، لا توقر حرمة الموت، ولو بالباطل؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.

زوجته وعموم العائلة، ظلوا من بعده في مهب منغصات الجيش الشعبي والمنظمة الحزبية وإستدعاءات الأمن التي شيبت رؤوس الأطفال، يكابدون تسلط رجال “موش إجاويد” والجبان إذا تولى لا يعف!

 

أحدث المقالات