23 ديسمبر، 2024 6:41 ص

الشهيدة ونسة بشار رشحو/126

الشهيدة ونسة بشار رشحو/126

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
“وا ضيعة الارض إن ظلت شوامخها.. تهوي ويعلو عليها الدون والسفل” قال الشاعر، في خيال القصيدة، بينما السيرة النضالية للشهيدة الشيوعية ونسة بشار رشحو، ذات الخمس وخمسين سنة طبقت الخيال، على الواقع، من خلال عملها الحزبي الجاد، متخطية إنكسار الإنوثة، الى قوة الفكر المقاتل.
 
مدرج الحياة
ولدت الشهيدة رشحو، العام 1932، ولم تخطو على مدرج الحياة، الى أقصى من 1987، حتى إختطفتها يد البعث الآثمة، تلقي بها الى نهايات العالم وحافة الوجود؛ بغية إلغائها من ان تكون!
البعثيون لا يريدون في الساحة العراقية، منافسا وطنيا يحد من مطامعهم السلطوية، في حين نذر الشيوعيون وسواهم من فصائل العمل السياسي، جهدهم لتحرير الناس من أغلال الطاغية صدام حسين.
 
بذر طيب
ونسة متزوجة، مثل أرض خصب طهور، غرست بذرا طيبا، فأثمرت مجدا وارف الظلال؛ يحق للعراقيين كافة، أن يفاخروا به؛ إذ أجادت أداء واجباتها الحزبية، متبنية موقفا حقيقيا، واظبت عليه، حتى المشنقة، من دون تلكؤ ولا تردد ولا تراجع.. شيوعية بالمعنى الحق للإنتماء الوجداني، المؤسس على وعي مدرك للدور الأممي الكبير فكريا، الذي يمكن ان تحققه أنثى في بلد شرقي، يتسلط على رقاب شعبه طاغية يتقي صولة الحق، بحزب يلتف العالم أجمع حوله، يحمي شروره؛ كي تمرر أمريكا أغراضها حين ذاك، من خلال صدام؛ لتحقيق مكاسب في الشرق الاوسط.
 
إعدام جثة
لازم منتسبو جهاز الامن، بيتها، بعد الإعدام، تنكيلا بذكراها؛ ينغصون على أسرتها؛ بقصد ان يكرهونهم بما أقدمت عليه؛ أي انهم عقب إعدامها، حاولوا محو محبتها من قلوب ذويها.. يكرهونهم بها، وهي في القبر.