20 مايو، 2024 12:20 م
Search
Close this search box.

الشهيدة عزيزة جليل/110

Facebook
Twitter
LinkedIn

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
شجرة وارفة، تدلت ثمارها اليانعة، من الارض الى السماء، إرتقاءً يفوق نظم الفيزياء؛ ليلة طاف أثير روح الشهيدة عزيزة جليل غاوي حسن، التي صورةولدت العام 1962، في بغداد، ملتحقة برهط سابقيها، من الشهداء، سنة 1980.
عزيزة من عائلة، أطلقت الى الجنة شهداء، سفحوا ذواتهم قرابين لله والوطن، فهي زوجة الشهيد عبد الرحيم حسين كاطع وبنت الشهيد جليل غاوي وأخت الشهداء الثلاثة عبد الرزاق وعبد العزيز وعبد اللطيف.. عائلة منذورة للحق حد الفناء خلودا.
 
أقوى من الموت
ثبات جذورها، في الرؤيا والموقف، أفضى الى سمو متعلٍ، أمام الله، وبين الناس.. إذ عملت ضمن ملاكات حزب (الدعوة) الاسلامية، بجد مواظب لم تخشَ جبروت الطاغية المقبور صدام حسين، ولا فظاعة حزبه.. (البعث) الجائر.
ساهمت في فعاليات (الدعوة) الهادفة الى الحط من قيمة السلطة البعثية، وخلخلة نظام الديكتاتورية، بشكل واضح التأثير، إستشعره المجتمع العراقي كافة.
 
إعدام عائلة
راقبتها تشكيلات الأمن والتنظيم البعثي، محيطة تحركاتها، مسبوقة بأبيها وإخوتها، الى ان إعتقلت العام 1980، مع زوجها وطفليهما.. عارف وعمره سنتان، وتقى ذات السنة الواحدة من عمرها.
جدران المعتقل تروي حكاية مؤمنة إنقطعت الى ربها.. متبتلة، نقلت من معتقل إلى آخر برفقة صغيريها، اللذين كابدا بغضاضة جسديهما، عذابا مرا.
عقب عشرة أشهر من المعاناة، نفذت جريمة القضاء البعثي، بإعدامها مع زوجها، بتهمة انتمائهما إلى حزب الدعوة الإسلامية.
 
طفولة
لا يقطع الله.. سبحانه وتعالى سبل رحمته، من طفليهما، اللذين باتا على أهبة اليتم، ووالداهما مقبلان على الشهادة، نذرا للمؤمنين.
أبوان يموتان كي يعيش لداهما والآخرين مستقبلا حرا، منعتقا من أغلال عبودية صدام للشعب العراقي.
جرى تسليم طفليهما إلى احد أقاربهما.. يربيهما، فنشآ على نهج والديهما فطرة ربانية مخلصة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب