16 أبريل، 2024 9:52 ص
Search
Close this search box.

الشهيدة عربية جواد/162

Facebook
Twitter
LinkedIn

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
خلفت الشهيدة عربية جواد حسين، تسع بنات وأربعة أولاد، وزوجا تتفداه بحدقتي عينيها، مستشهدة بدلاً عنه.

والشهيدة جواد، تولد 1935، أم رؤوف وزوجة وفية.. مخلصة لزوجها الحاج هادي عبد الحسين الكروي، الذي كونت وإياه عائلة مثالية السعادة، يملأون بيتهم الواقع في شارع فلسطين، إيمانا رغيدا، حتى حل كابوس الطاغية المقبور صدام حسين، يبدد حلمهم الوردي، عام1980، بملاحقات بوليسية مهووسة بالتعذيب وحبال المشانق والثرامات البشرية والـ… موت يحاصر العراقيين بإعتقالات صدام وحروبه الهوجاء، مستعينا بأولياء الطاغوت، في إحكام الطوق من حول الأعناق..

حينها أصرت عربية على زوجها، بمغادرة العراق، إستباقا لإحتمال الوقوع بأيدي ذئاب حزب البعث المسعورة.. والغة الخطم بالدماء! لأنهم يترصدونه؛ بإعتباره أحد مؤسسي حزب “العقائديون”.. النواة الاولى لحزب “الدعوة” الاسلامية.

في المنفى أصيب الحاج الكروي؛ وخشي أن ينتقل الى رحاب الله؛ فطلب من زوجته عربية الحضور الى حيث يختفي؛ ليعلمها بامور هامة لايثق بأتمان أحد عليها غير رفيقة عمره؛ فسافرت الى سوريا لتطمئن عليه وتسمع منه، وعند عودتها إعتقلوا ولديها علي.. طالب في المرحلة الثالثة، من كلية الطب / جامعة الكوفة واخذوا سيارته وهيثم ذا الـ 23 ربيعا.

تأجج الموت شبحا بين عينيها، فلم تركن الى جوع طعام ولا هجعة نوم، تقتعد عتبة باب البيت، جالسة ترقب الطريق، حتى قدم عليها مخادع أمني، لتوقيع كفالة بتسلم علي، فذهبت ولم تعد حتى هذه اللحظة.

والعائلة تراسل الوالد، تطمئنه؛ من دون ان يعلم بما حل بعائلته التي لم يبق منها في البيت سوى إبنتين إثنتين وأبيدت الأسرة عن بكرة أبيها الذي تآكل وجوده، في المنفى محبطا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب