{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
أبدت الشهيدة زكية مجيد هاشم، شجاعة فرسان، لم تثلم إنوثتها، خلال البطولة التي سطرتها ملحمة، نسيج وحدها، أثناء المشاركة في إنتفاضة آذار 1991.. الإنتفاضة الشعبانية المباركة، التي تضافر جهد المتحاربين، في الإجهاز عليها.. صدام ومن يقاتلونه، وحدوا الجهود في القضاء على الانتفاضة، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المؤمنين بالله والوطن، ومن لم يضربها وقف على الحياد، يتشفى بالابرياء، تحت خفق صواريخ الـ (ارض – ارض) التي جار بها الطاغية المقبور صدام حسين، في إبادة الجنوب والشمال، يقاتلان بضعفهما، قوة غاشمة، لا تعي ولا تفهم سوى فظاعة العنف وبطش الارهاب.
والكل قاعدون، بينما المنتفضين وربهما يقاتلون!
من بين ضحايا الانتفاضة الشهيدة زكية، ذات الأثنين واربعين عاما، من عمر إبتدأ سفر العذاب الرسالي النبيل، العام 1948، تحف بها الملائكة، وحيدة في دنيا الشياطين.. جوق حوريات في الدنيا واللاخرة، يباركن يوم ولدت ويوم إستشهدت ويوم تتهجد ماثلة بين يدي رب رحيم.
الشهيدة هاشم، متزوجة، ولم تنثنِ عن طاعة الله؛ جراء كونها ربة بيت؛ فهي ليست أنثى كسيرة الجناح، إنما قوية بإيمانها.. مولاها رب القوة والحول الكريم.
إعتقلت عقابا على مشاركتها في الإنتفاضة، وتمزق جسدها الطاهر إربا، على يد أزلام النظام البائد، ولم يحظى ذووها بحق البكاء، على الرغم من قسوة الألم.
الأمن والتنظيم الحزبي، واصلوا إفتعال المضايقات الأمنية، مداهمات غير مسببة ترعب هجعة العائلة ليلا، وإستدعاءات لأي واحد من الموجودين في البيت نهارا، ليمكث يومه داخل المنظمة الحزبية.. غير عارف، هل سيسرح منها غدا، أم هو ماكث الى يوم يبعثون.
“فبأي آلاء ربكم تككذبا”.