23 نوفمبر، 2024 2:47 ص
Search
Close this search box.

الشهيدة إبتهاج النواب/164

الشهيدة إبتهاج النواب/164

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
تشبعت إبتهاج عباس النواب، بروح الشهادة، التي تشع من لمعة منائر وقباب ضريح الإمام موسى بن جعفر.. عليه السلام، الذي نشأت بجواره، وترعرعت، متفتحة الرؤى، منذ ولادتها، في “الكاظمية” العام 1958، متخرجة في قسم الرسم الهندسي، بمعهد التكنلوجيا، الذي درست برحابه، توازيا مع تتلمذها، في مدرسة الشهيدة بنت الهدى.. آمنة الصدر.. قدس سرها.

إلتزمت قيم الحجاب، من دون مرآءات، إنما خالصة لله ودينه؛ الى حد نشرها تلك القيم، وتيسير الإلتزام بها، على زميلاتها، من خلال شرائها ماكنة تخيط بها مستلزمات التحجب، وتقدمها هدايا؛ برغم شظف العوز الذي تعيشه أسرتها، لكن “من يتقي الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب”.

تزوجت من خليل نوري، وهو لم يزل طالبا، في كلية الهندسة، مشترطة مهر الزهراء (ع) في زفاف إسلامي، تكلل بالإنتماء الى حزب “الدعوة” الأسلامية.

جمعتها بزوجها خليل، قرينة الجهاد في سبيل الله؛ لتحرير الشعب من نير الطاغية المقبور صدام حسين؛ فإنطلقا معا بمقاومة نظام “البعث” الجائر.

أبدت شجاعة فائقة، وهي تؤدي المهمات الخطيرة، التي تكلف بها.. من ددون تردد، حتى بعد إعتقال زوجها في العام 1980، مواصلة العمل، في تهريب مجاهدي “الدعوة” الى سوريا وأيران؛ فأصبحت واحدة من المطلوبين الرئيسيين في دوائر الأمن، ومع ذلك تأبى مغادرة العراق.

أربع سنوات، تطاردها ضباع البعث وبنات آوى الأمن و… سواهم من مجرمين، إعتقلت، متعرضة لتعذيب يعجز قاموس الفظاعات عن وصفه، طالها وأباها وأخاها، على يد الملازم كريم محمد مخلف الملقب بعلي الياسري، في أمن الكرخ.

أقتيدت الى قضاء صوري، لا ينطق إلا بالإعدام بدءا ومنتهى، في محكمة الثورة برئاسة عواد البندر، الذي حكم عليها بالشنق حتى الموت؛ فهتفت: “فزت ورب الكعبة” عائدة الى سجن النساء، في “الرشاد”.

حان موعد تنفيذ حكم الاعدام؛ فلبست ثوبا أبيض، خاطته إحدى السجينات، وطرزت عليه دعاء “الجوشن الكبير” و… زفت الى الخلود عروسا، تستضيء بطلعة جبينها قصور الجنة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات