23 ديسمبر، 2024 1:56 م

الشهيداء آل طعمة

الشهيداء آل طعمة

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
وثائق منقوعة بالتيزاب.. يقطر منها دم الشهداء وشظايا عظامهم الطاهرة، التي ما زالت تنبض بأسماء من نور: صادق محمد رضا مهدي آل طعمة ومرتضى صادق محمد رضا مهدي آل طعمة وضياء صادق رضا مهدي آل طعمة وعلي صادق محمد رضا مهدي آل طعمة، الذين أعدموا على يد النظام السابق الذي عاث من خلاله حزب البعث المنحل، فسادا بحياة المؤمنين بالله والوطن!
الأب صادق وأولاده الثلاثة مرتضى وضياء وعلي، أعدموا، في محاكمة واحدة.. لا عدل فيها، أسفرت عن قرار بشع لا يستند الى أي نظام قضائي؛ فلا توجد محكمة، في العالم المتحضر، تقضي بإلقاء أب وأولاده في التيزاب! بعد أن غادرت أوربا محاكم التفتيش وتهمة الهرطقة المشاعة، طيلة القرون الوسطى “من الخامس الى الخامس عشر” وإنكسر خازوق الرجل العثماني المريض، مطلع القرن العشرين.
لكن الطاغية المقبور صدام حسين، فاق الوحوش فظاعة، في القتل وتصفية الأبرياء، إعداما بطرق شنيعة، يتفنن بها جلاوزته، إرضاء للروح السادي “تعذيب الآخر” المستحكم في سلطته، التي دامت 35 عاما، من سفح الأرواح الطاهرة والعقول النيرة.
إذ عثر.. من تبقى.. من عائلة آل طعمة، في محكمة الأدلة الجنائية، على وثائق تكشف إعدام الأب وأولاده، في التيزاب المركز، بأمر من القاضي مسلم هادي موسى، في محكمة الثورة الملغاة، ينطوي ضمنا على مصادرة بيتهم، البالغة مساحته 600 متر، بمزايدة علنية نظمتها مديرية أمن كربلاء.
هؤلاء الاربعة.. الأب وبنوه، ليسوا العائلة الوحيدة التي أبيدت على يد صدام، من خلال محاكم الأمن الصورية، بأشكالها المتعددة.. محكمة الثورة ومحكمة أمن الدولة والمحكمة السياسية وتسميات مرتجلة، لمنظومات قضائية، ما أنزل الله بها من سلطان، وليس لها سند دستوري، قدر ما تكيفت مع مزاج الطاغية، إرضاءً من القضاة، لرغبته بالقتل… إنهم يشبعون إحساسه بإن سلطته مداهمة، وهم يحمونه ويوطدون دعائم أركان كرسيه، بهذه الاحكام التي يجزل المكارم عليهم نظيرها.
وكم من عوائل أبيدت وإنقطع نسلها، أو تشرد الأحياء من أفرادها النجاين صدفة، من موت بعثي محقق، فضلا عن أفراد أعدموا؛ لأنهم قالوا للحق: “حقا” وللباطل: “باطلا” ونكل صدام بعوائلهم، التي تمنت لو أعدمت معهم تخلصا من عذاب مرير، تلى الشاهدة؛ فالعقوبة في زمن “المقبور” تبدأ بالإعدام، ولا تنتهِ به؛ إنما تلاحق ذويه.. فصلا من الوظائف وتشتيتا للعائلة بطلاق إخوته من زوجاتهم و… ما لا يوصف من فظاعات التنكيل.
وبهذا فأؤلئك القضاة وضباط الامن والرفاق البعثيين ووكلاء الامن.. كلهم.. شركاء بجريمة محت ذكرهم.. أحياءً، وخلدت الشهداء.. أمواتاً.
*هذه حلقة جماعية، وسنفرد للشهداء الأربعة، حلقة خاصة بكل واحد منهم، على حدة.