ان ما زاد الطين بلة في واقعنا العلمي والثقافي ان مرحلة ما بعد صدام افرزت طبقة سياسية وزعامات لها مستوى ثقافي ضحل لا يتماشى مع رفعة وعلوشأن المثقف والمبدع والعالم العراقي وهذا الامر صنع هوة بين المبدع العراقي ورجل السياسة واستمرت هذه الحالة طيلة العشر سنوات الماضية ادت الى تهميش العالم والمثقف العراقي وتجريده من اسباب الحياة الكريمة والفرص العلمية ولم يشركوه بجدية في الجهد الوطني لبناء عراق جديد لطالما كان العالم والمثقف اول من نادوا به وسعوا اليه وقدموا التضحيات على مذبحه .لقد اصاب هذا التهميش المتعمد العالم والمثقف العراقي بالانطواء فكان رغم تهميشه يحاريها باسلوبه الخاص من كلمة وموقف وانزواء عن المؤسسات الرسمية التي فتحت خزائنها الى النهب المنظم والفساد المالي والاداري ,ولا نجانب الصواب اذا ما قلنا ان العالم والمثقف العراقي النزيه كان اكثر حرصا في مواضيع كثيرة وفي انعطافات حاده من رجال سياسة ادعوا العلم وركبوا موجة الدين في حمل مشعل الاخاء والوحدة الوطنية والحضارة وقيم العلم والعفة والاباء ,لقد وقف العالم والمثقف العراقي ومازال موقف الجاهز لاستلام مهامه في بناء بلد لطالما تغنى به ورسم له ولشعبه صورة ورديه عن تحقيق احلام شعيه بالانعتاق فاذا به يطيل مدة يده للسياسي والسياسي مشغول عنه بادعات البطولات والابداع وفي ادخال البلاد في ازمات تتوالد منها ازمات ومما يؤسف له ان قسما كبيرا من هؤلاء الساسة تبرقعوا مرة بيرقع الاسلام السياسى ومرة اخرى بالعلم فاضاعوا الاثنين معا ,ومن هؤلاء الشهرستاني خبير العلم والنفط والكهرباء والذرة وغيرها من ادعات كثيرة .
هاهي الملاحظات الاولى من التقييم العلمي لشخصية الشهرستاني بين ايدي القراء والباحثين وهي خلاصة جهد وتردد لقرابة من الزمان اقدم فيه يدا واؤخر ملاحظة وملاحقة وتشذيبا حتى شمرت عن ساعد الجد للايام السابقة بجهود الاصدقاء مساندين بالملاحظات القيمة والنقاشات الجادة التي كان لها اثر كبير في اثراء وايضاح وجهة نظرى .
مارس الشهرستاني الارهاب الفكري تحت قيضة المنصب والموقع السياسي وكان ينحى منحا غريبا وفريدا في التعامل مع العلماء والمفكرين والمثقفين في العراق ففي كل الدنيا تعطى للعلماء حريتهم في افكارهم الا انهم لا يشعرون بالامان تحت قبضة الشهرستاني المتشعبه نفطا وكهرباء وعلما ,لقد اعتبر الشهرستاني وفقا لنرجسيته المغلفة باسلاميته الى الاكاديميين درعه الامر الذي استخدمه مرات عدة في كل تطلعاتته واعتبر العلماء والمفكرين ادوات سهلة الاستعمال يخبىء فيها خطاياه فكان بذلك يشفط العلماء للداخل ويخلق مخارج الوطن ويفتحها وفق اهواءه وهو امر نابع عن معرفة منه بكره العلماء له , فيعمد لان يربط هؤلاء بالسلاسل ليغرقوا او لينجوا جميعا.
ان الشهرستاني من حيث يشعر او لا يشعر يسىء الظن بالعلماء وكان حين يخفي اهدافه تحت عباءة العلماء يوصل رسالة مفادها انه حريص عليهم وامانا لهم وهو امر يوحي بالضعة, لكونه من الحكام القلائل برغم ادعائه بالثقافة والعلم الذين لم يتورعوا عن ضرب العلماء والمفكرين وتدميره المؤسسات العلمية منذ 2003 ومنها جامعة بغداد والمجمع العلمي ,بل انه حين استشعر بالخطر الحقيقي حاول استخدام انصاف المتعلمين والنهازة منهم كدروع بشرية له, وحرق المخلصون والعلماء الحقيقيون وجمد بكل ما اوتي من وصولية وانتهازيه المجمع العلمي وحاول ضمه الى اكادميته الملعونة وحاول الاستحواذ عليه بالاعتماد على ارتباطاته الخارجية المشبوهة وخصوصا الملتوية منها .
لقد نجح الشهرستاني لوصوليته وخداعة الناس بانه ممثل المرجعية بتوصيل رسالة مزيفة بانها ترغب بتبوء المالكي منصب رئاسة الوزراء عوضا عن الجعفري او الاديب في عام 2006 وكانت هذه الرسالة مرسلة شفاهة للاميركان وبالتالي نجح بان يكون القدح المعلى عند المالكي فضلا عن ادعائه العلم وعدم قدرة المالكي من فرزه الصالح من الطالح وبالتالي صعد صعودا كبيرا وهو لا يملك من العلم شيئا ولم ينشر بحثا علميا واحدا عدا الكتيب الذي نشره عن هروبه من السجن بقصة هوليودية بالغ في بطولاته ولا يملك ثقافة مجمعية ولا متابعة اكاديمية ولا لغة عربية ولا خلفية نفطية عدا المناورات وارتباطات مشبوهة واقول اخيرا كفاك يا شهر ستاني تدميرا لكل ماهو نظيف فسيطرتك على النفط وانت غريب عنه وعن الكهرباء وانت لا تفرق بين الامبير والفولت والمجمع لعلمي وانت لا تدركه والتعليم العالي وانت لا تعرف دوره التربوي والاكاديمي .