23 ديسمبر، 2024 1:16 م

الشهداء يرحلون مبتسمين ..على سعدي النداوي نموذجا

الشهداء يرحلون مبتسمين ..على سعدي النداوي نموذجا

كانت الهجمة جدا شرسة لتفتيت هذه اللحمة التي يضرب بها الامثال اللحمة العراقية المتراصة والتي تشدها لبعضها البعض حب الوطن حب العراق ..محاولات تهديم هذا اللوحة الفيسفسائية دفع لها مال غزير وظهرت للعلن اصوات من مغارب الارض ومشارقها اصوات نشاز فارغة من الداخل واضحة الصوت للأذن تنادي بضرب هذه الوحدة الوطنية العراقية صدروا للعراق آلاف الحجج وآلاف من البشر المغرر بهم دفعوهم ليصدروا الى العراق ثقافة من خلالها يستطيعون النفاذ الى تلك الجسد المتماسكة التي تضم كل اطياف العراق وأي عضو من تلك الاعضاء الجسدية يتم نزعها بواسطة تلك الترهات
يعني انهيار ذالك الجسد القوي وسقوطه من علياء ,عقد من الزمان وللأن المحاولات جارية لكن الاصرار والعزيمة وشد اليد على اليد الاخرى منعت تلك الاجندات من الوصول لأهدافها ,,ابتكروا مئاة الطرق حتى تجاوز البعض منهم على المقدسات للطوائف العراقية التي تعتبر الخطوط الحمراء والمساس بها يعني المساس بالعقيدة وفشلوا الى ان دفعوا اليوم لهذا البلد الجريح بعصابات شرسة سميت داعش تحرق الاخضر واليابس تعتدي على اعراض الشريفات من العراق وهذا المدى الاكبر والاعظم لزحزحة الوحدة الاخوية العراقية التي عاشت على هذه الارض قرون وقرون وبنت للعالم حضارة
ونبعت منها الكتابة والزقورة والقانون ,,اليوم وجدت اخر تلك الترهات المشبوههة نفسها عاجزة عن الحاق الاذى بوحدة العراق ونسيجه الجميل بعد ان صار واضحا ان داعش لا تستطيع ان تفعل شيء حيال ما يقدمه العراق من تضحيات للتصدي لهذا الموج الاسن الهادر ..
بالأرواح تطلب الامر التضحية لإيقاف هذا المد العاهر فقدمت الارواح بعد ان صارت الروح ارخص من تراب هذا الوطن فقدمت الروح فداء له وتقربا لله الخالق .
من هؤلاء اللذين قدموا انفسهم فداء للوطن المقدم الركن الذيقاري علي سعدي النداوي شاب في قمة عنفوانه وفي بداية طموحاته وتطلعاته لايتجاوز من العمر الاربعين عاما لكن يبدو هذا الشاب وهو يشع بالغيرة العراقية على ارض وحرائر العراق انه ماضي ليرمي بكل تلك الطموحات الى سلة الماضي من اجل ان يعيد للعراق ابتسامته ..
ظهر هذا الشاب وهو يتوسط مجموعة من مقاتليه ويحثهم على القتال الشريف وعدم التخاذل والتراجع ويخبرهم ان المتخاذل لامكان له معنا حتى لوكان على النداوي ولابد للمتراجع ان يقتل على ارض المعركة ,,ينادي بأعلى صوته ستجدوني امامكم صامدا لا تتوقفوا عندما يختطفني الموت النصر مهم والشهادة اهم لكن الانتصار قبل الشهادة ..
قدم هذا الشاب الاربعيني من مدينة الناصرية الى مدينة الانبار وبالذات الى منطقة تسمى منطقة الخسفة وكانت مهمة فوجه تطهير منطقة وعرة ممتلئة بكلاب داعش وخاصة من القناصين اللذين يسيطرون على تلك المناطق من كل الجوانب والارتفاعات ويمنعون الذاهب والقادم من المرور بتلك الطرق ,,حتم الواجب عليه ان يسقط تلك المنطقة على يد فوجه اللذي جمع كعادته قبل ساعة الصفر وأخبرهم هذه المرة ان الشهادة لاينالها الا من يريده الله وانا سأكون من اللاحقين بشهداء هذا الوطن وحثهم على عدم التوقف والهجوم بكافة الاسلحة وبقوة النار ليدخلوا الى تلك المنطقة التي
صارت معقل لقوات داعش ,,اكمل محاضرته الحماسية المفعمة بالغيرة الاصيلة وذكر لهم غيرة الامام العباس ابن الامام على اخو الامام الحسين (عليهم افضل السلام وأتم التسليم )وكيف ضحى بنفسه وبغاليه ونفيسه من اجل العقيدة الاسلامية وتعاهد الجميع امام الله وأمامه وانطلقت تلك الاجساد المرهفة الناشدة للشهادة تقاتل بضراوة عصابات داعش بكل ما اوتيت من قوة وعزيمة وبما تيسر لها من عتاد وهاجت وماجت في ارض المعركة واسقطت الكثير من الجرذان على الارض وهي تغتسل بغوطها والجميع ينظر الى ذالك الضابط المغوار وهو يصارع الموت حتى وصل الامر ان يتوقف
المقاتلين لوجود مجموعة من القناصين متحصنين في منطقة صعبة الوصول لها وكانوا هؤلاء يسيطرون بنيراهم على المنطقة فأنتخى هو وعدد من الجنود للذهاب لهم وتحركت المجموعة تحت مضلة من النيران الصديقة لتصل الى اقرب نقطة من هؤلاء ويتم الاشتباك مع القناصة ,,قتل منهم اربعة قناصة وأستطاع الخامس وبطلقة عمياء لا تعرف الى اي جسد سوف تستقر ولا تعرف انها ذاهبة الى جسد ذالك البطل الجنوبي الذي لايعرف الا العراق ولا يفرق بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه ,وسقط الرجل وهو مبتسما شاهده مقاتليه كأنه يطلب منه ان يتحلوا بالغيرة العباسية ولا يهتموا لأمره ان ذهب
راحلا الى المثوى الاخير ..
سقط المقدم على سعدي النداوي لكن لم تسقط كلماته من اسماع العراقيين وبدأت تتداول تلك الكلمات وبكثرة على صفحات التواصل الاجتماعي وكل من شاهد اخر صوره لاحظ الابتسامة على محياه مستمرة كأنه يقول للموت اهذا انت فأنا انتظرك من سنوات فأذا اخفت بعض من الناس والجبناء فأنا مرات عدة رقصت على ضعفك ..
شيع في مدينته بموكب مهيب قل نظيرة خرجت النساء وهن يزغردن بهلاهل الجنوبيات ويودعنه الى المثوى الاخير ,,
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .والجنة مسكنه .

 

Kathom [email protected]