23 ديسمبر، 2024 6:10 م

الشهداء يرتفعون والأوباش يسقطون أبلغوا الجبناء بذلك

الشهداء يرتفعون والأوباش يسقطون أبلغوا الجبناء بذلك

الجاذبية قانون ثابت، لا جدل في تساقط الأجسام الى الأسفل، متسارعة حسب أوزانها وقوة المؤثر عليها، تدور قوانينها في بحث السقوط والتهاوي والإنحدار، ولم تعرف في أبجدياتها سِرَّ ظواهر عكسية لها بالسمو والعلو والرفعة والإرتفاع.
يتحدثون أحياناً بأن الزيادة كالنقصان بشكل سلبي، لكن العطاء زيادة وبدل السقوط إرتفاع وخلود.
للجاذبية عند الإنسان متغيرات متعاكسة، منها من يتجه للسلب وأخر للإيجاب، لا تنطبق عليها قوانين الفيزياء، بإتجاه الموجب للسالب وبالعكس؛ حيث فعل الإ نسان يتجه ويتقارب مع جنس غايته ومجاميعه التي يعتقدها، سواء كانت حق أو باطل ويتنامي الى التحول التام، ومن خطأ صغير الى إنحراف، ثم مظهر عام يتخطى التجاهر الى الإعتداء ويطيح بكل من يحاول منعه لتبقى الساحة مفتوحة، وحين تجاوز المعقول، ينزل بها العقاب.
داعش منهج إنحراف ورذيلة وسقوط، لا تسأل عن الممنوع، ومن يتخلف معها تجيز قتله، يقابله تسابق مخلصون على الرفعة والسمو، في كل يوم تزف الشهداء، في أيام محرم وغيرها، وقفوا ودافعوا وإنتصروا، لعقيدتهم ووطنهم وكرامتهم، لشعبهم لنداء مرجعيتهم، من أجل المباديء والقيم، من أجل أن ترفرف راية الإمام الحسين عليه السلام، خفاقة في البلاد للسلام والتعايش والوئام، وتمتد جذور ثورة لا تحدها حدود، وبإمكاننا نصره في أي زمان ومكان.
وسائل الإعلام تتناول بشكل خاطيء، أخبار التضحيات، يسمون المجاهدين مليشيات والإرهابيون مقاتلون مسلحون، ينعتون الدولة بالطائفة، والعصابة بالدولة، والأحرار عندهم عبيدهم وعبيد الدولار ثوار، ويصفون الإسلام إستسلام وأستسلامهم للشهوات طريق السلام، لذلك تتناقل الفضائيات أخبار تقول( سقوط شهداء وجرحى)، ولا تعرف أن الشهداء يرتفعون الى السماء وقمة الشرف الوطني، والمنحطون تجذبهم الرذيلة والإنحراف، وسوء بدأ من الماضي وظهر في الحاضر ويبقى للمستقبل، لأن الشهادة عطاء والإنتحار أخذ من الشيطان والشهوات الوحشية.
الشهادة ثقافة قائمة على التضحية والعطاء، وتقديم النفس لحياة الأخرين وسعادتهم، ولن تخاف أمة من مكروه أو تهزم وشعرها:((القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)) .
الإيمان الحقيقي نابع من بصيرة، وفرق كبيرة أن تقدم النفس لحماية الأخرين من الإنتحار لتقطيع أوصال الأنسان ووصال الإنسانية، وعندما ينهزم المتاخذلون الجبناء، فقد أصابهم عمى الألوان السياسي، ولا يختلفون عن الأوباش وهم يمهدون طريقهم، ولا يعرفون أن الشهداء خالدون والأوباش ساقطون، ونقول لمن يسمع الحديث أبلغوا الجبناء بذلك، لأن الخلود هو البقاء، والفساد أيضاً إنحطاط وإنحراف، وجبن دفاع عن الأرض والعرض، ولا تقولوا سقط الشهداء في الأخبار؛ إنما المنحرفون والجبناء ساقطون، وأنهم لا يمحون ذكرنا.