19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

الشهداء عثمان و علي و نزهان … نجوم تتلألأ في سماء العراق

الشهداء عثمان و علي و نزهان … نجوم تتلألأ في سماء العراق

الشهداء الأبطال الثلاثة و من سبقهم و من سيلحق بهم … نجوم  تتلألأ في سماء العراق و مصابيح نور تضيء طريق و عقول من فقدوا البصر و البصيرة , و الذين مازالوا في غيهم يعمهون و يتخبطون و يراهنون على شق الصف الوطني و إشعال فتيل الحرب الطائفية … خسئوا و خاب فألهم الدنيء و رد الله سبحانه كيدهم إلى نحورهم , نعم الشهداء الثلاثة الأبطال نياشين و أوسمة شرف يجب أن تزين صدر كل عراقي أصيل , و أعلام و رايات عالية ستبقى مدى الدهر خفاقة ترفرف تحت راية الله أكبر فوق كيد المعتدي و كيد من أراد و يريد و لا زال يصر على إيقاظ و إشعال نار الفتنة و الفرقة بين أبناء الشعب العراقي الواحد الموحد منذ الأزل .
سؤال بسيط يطرح نفسه نوجهه لمن فقدوا البوصلة الوطنية و أعمت المكاسب و المناصب بصرهم و بصيرتهم ..       
كم ألف و ألف عثمان و علي و عمر و حسين و نزهان … يسقطون غرقى وصرعى على أرض الوطن و هم  يضحون و يجودون بأنفسهم و بأرواحهم الطاهرة لينقذوا أرواح و أجساد العراقيين المساكين … كي تنتبهوا على أنفسكم  يا من تسمون أنفسكم حكام العراق الجديد , و كم ألف جندي و شرطي  يسقطون مضرجين بدمائهم وهم يحتضنون بأجسادهم الطاهرة المتفجرات و العبوات الناسفة  المحشوة بالحقد و الكراهية لكل ما هو عراقي !, من أجل أن تستمر دوامة العنف و حرب الإبادة بحق العراقيين , و من أجل أن يستمر نهب المال العام و التشبث بكرسي السلطة .. فمتى تقولون كفى  لقد شبعنا و نهبنا و هربنا ما فيه الكفاية ؟, و كم و كم عراقي صنديد مازالوا  يتصدون بصدورهم العارية ليجعلوا منها دروع بشرية كي لا تخترق رصاصات الغدر الكاتمة أجساد و صدور العراقيين الأبرياء … فمتى تسمحوا و تفسحوا المجال لغيركم من أصحاف الحل و العقل و الخبرة بأن يستلموا زمام الأمور … و خاصةً الملف الأمني و السياسي و الاقتصادي و الخدمي في هذا البلد المنكوب الذي يراوح مكانه منذ تسع سنوات … لا بل تخلف و تقهقر مئات السنين إلى الوراء , و  جعلتم منه شبه دولة بحيث أصبح في مصاف الدول الفاسدة و المتخلفة في كافة المجالات .

المصاب جلل و الفاجعة كبيرة , لقد بلغ السيل الزُبى و طفح الكيل , و ها نحن نستقبل و نودع يومياً كواكب من الشهداء الأبرياء  الأبطال من أبناء الجيش و الشرطة الذين تحولوا في ليلة و ضحاها من حُماة لأمن و استقرار و ثروات و حدود الوطن , إلى حُماة المآتم و المناسبات الحسينية التي تلهون بها مساكين و فقراء المذهب الشيعي من أجل إشغالهم و تحويل أنظارهم و شل عقولهم بأمور جانبية , و طقوس أكل و شرب عليها الدهر كي لا يطالبوا بحقوقهم المشروعة و المسلوبة , و لم تكتفوا بذلك بل أصبحتم خبراء و أساتذة في إعداد و تنظيم و إخراج الجريمة المنظمة التي راحت تحصد أرواحهم و أرواح من سخرتموهم لحمايتهم ؟؟؟ أرواح العراقيين تنحر على مدار الساعة كقرابين لحل الخلافات و التفاهات و حب الاستئثار بالسلطة فيما بينكم … بالأمس القريب كنتم حلفاء و عملاء للمحتل , و اليوم انقلبتم  على أعقابكم و أصبحتم أعداء مسعورين ينهش بعضكم بعض,  متربصين كل منكم بالآخر بعد أن ترككم سيدكم و ولي نعمتكم و صانع كراسيهم و باني مجدكم الزائف ,  فبسبب  تعنتكم و استخفافكم بعقول الناس يفقد العراق خيرة أبنائه فهؤلاء الأبطال الشجعان العراقيين مسلمين و مسيحيين عرب و أكراد , معيبٌ علينا أن نقول عنهم شيعة أو سنة … بل هم فلذات أكبادنا و أخواننا في الوطن , نذروا أنفسهم و سهروا وعملوا المستحيل من أجل الحفاظ على هوية و وحدة و سلامة تراب الوطن , و تحدوا كافة الصعاب خلال هذه الفترة العصيبة من تأريخه , و هام اليوم قد أشرفوا على تحريره الكامل و الشامل بإذن الله ,  ناهيك عن أن سوح الوغى بالأمس القريب تشهد لهم حينما تصدوا بنفس البطولات و التضحيات و العنفوان في حرب الثمان سنوات للعدو الإيراني الذي جرعوه السم و ردوه على أعقابه خائباً خاسئاً , العدو الذي يريد أن ينتقم اليوم و يأخذ بثأره بهذه الطريقة الجبانة من خلال زرع الحقد و الكراهية و الطائفية بين أبناء العراق… كل العراق .
ألم نقل أن لهذا الشعب خواص و خلطة كيميائية معقدة يصعب فك رموزها حيرت و لا زالت تحير عقول العلماء و الخبراء و قادة الجيوش على مر العصور , شعب كان و لا يزال و سيبقى عصياً على أن ينال من كرامته و وحدته أحد , شعب فريد من نوعه … له صفاته و سماته و شجاعته و كرمه و سماحته , شعب يتميز بلحمه  وطنية منقطعة النظير أذهلت و حيرت العقول بما فيها العقول الشيطانية المريضة الخبيثة التي لم تدخر مالاً أو تجيد حبك و حياكة المؤامرات و دس  الدسائس  و تسخير النفوذ العالمية و الإقليمية من أجل تفتيت و تخريب هذا الوطن و تفكيك البنية الوطنية التي تربط  أبناء شعبه على أساس  عرقي طائفي و مذهبي قذر .

أخيراً نقول للشلة العابثة بأرواح العراقيين و بمقدرات العراق القابعين في المنطقة الخضراء , كفاكم تدليس و حياكة أساطير بائسة و توجيه اتهامات و صناعة أزمات في مطابخ إيران و تركيا و كردستان مسعود و جلال تحت مظلة سيدكم الأمريكي في المنطقة الخضراء السفير الأمريكي , بإجماع الخبراء و الساسة و حتى حلفائكم الأمريكان يؤكدون يومياً من خلال تصريحاتهم بما فيهم الصهيوني الجمهوري ( جون مكين ) بأن الحكومة العراقية على و شك الانهيار المدوي , و من المؤكد أيضاً  لم و لن تنفعكم هذه المسرحيات الهزيلة البائسة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على إفلاسكم السياسي و عدم وجود أي رصيد أو مصداقية لكم في الشارع العراقي الذي بات يغلي كالمرجل  … مرشح للانفجار في أي لحظة , سينفجر في وجوهكم و سيزلزل الأرض تحت أقدامكم و حتماً سيأخذكم بغتة و على حين غرة لا محالة , و لم و لن تنفعكم أيضاً بعد اليوم الرهانات الطائفية على شيعة عصائب أهل الحق أو شيعة عمار الحكيم أو مقتدى الصدر … إتباعكم  لسياسة فرق تسد …تقربون هذا الطرف على حساب ذاك , أو تتحالفون مع هذا الطرف على حساب ذاك … تارة مع الأكراد و تارة تنقلبون عليهم  أصبحت من الماضي , و بما  أنه لم و لن تنفع المؤتمرات و المصالحات السالفة كمؤتمر أربيل و غيرها , فأن مؤتمر بغداد القادم  الذي تنون عقده تحت رعاية و حماية السفير الأمريكي  عفواً ( الرئيس العراقي ) الذي أستدعى على عجل  ( رئيس جمهورية سليمانية ) ضخامة مام جلال سوف لم و لن تجدي نفعاً  أبداً , و هو عبارة عن مضيعة للوقت لأن الطوفان قادم و سيجرفكم إلى مزبلة التاريخ , و حتى و إن تصالحتم مع بعضكم و هذا متوقع لأن خلافاتكم أبداً لم تكن في يوم ما  من أجل العراق و العراقيين بل من أجل مصالحكم و مكاسبكم التي حققها لكم الاحتلال , الذي لولاه لكنتم لحد الآن لاجئين في إيران و سوريا , إذن فحتى و إن تصالحتم  و تناسيتم خلافاتكم فإن الشعب العراقي أبداً لم و لن يتصالح معكم , و لم  و لن يغفر لكم هذه الجرائم التي ارتكبتموها بحق أبنائه … أطفالاً و شيوخاً و نساء .
نصيحة عودوا من حيث جئتم لأننا نراها قريبة و ترونها بعيدة … فركضت طربيل و ليست ركضت طويريج قادمة لا محالة , و رحم الله جماعة عرفوا قدر أنفسهم , 9 سنوات خطف و قتل و سلب و نهب تكفي … و للحديث بقية …؟؟؟